يتواجه المرشحان إلى الرئاسة الأمريكية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين الجمعة في أولى المناظرات الثلاث المرتقبة بينهما وهي مرحلة لايمكن تجاوزها وأحيانا حاسمة في السباق إلى البيت الأبيض. ومن المرتقب مبدئيا أن توجه إلى المرشحين أسئلة حول المواضيع المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمن القومي ومن المرجح أيضا بسبب الأزمة المالية الراهنة أن يشمل اللقاء الأول المواضيع الاقتصادية. ستنظم المناظرة في حرم جامعة ميسيسيبي في أوكسفورد وتبثها شبكة التلفزة العامة "بي بي إس" كما ستنقلها مباشرة معظم محطات التلفزة. وسيجلس أوباما وماكين حول الطاولة نفسها يفصل بينهما الصحفي الذي سيقدم البرنامج. ورأى دان بارتليت المستشار في شبكة التلفزة "سي بي إس نيوز" بعد أن كان مستشارا للرئيس جورج بوش "أن الرهانات بالنسبة للمرشحين لاتصل إلى أوجها إلا أثناء مناظرة" مؤكدا "أن التوتر العام والقلق على أشده". ويعتبر دان باين المستشار الديمقراطي السابق والمتخصص في المناظرات التلفزيونية أن سيناتور أريزونا (72 عاما) "لايستطيع السماح لنفسه بأن يبدو مسنا". وقال "غلطة أو غلطتين أمر يؤدي إلى التدهور في استطلاعات الرأي". أما بالنسبة لسيناتور إيلينوي فسيتعين عليه أن يظهر إلمامه بشتى المواضيع وعليه أن يتجنب المبالغة في ذلك، فإذا سئل عن الساعة يجب ألا يشرح كيف تصنع الساعة بل يجب أن يكون في أجوبته "سريع البديهة وأن يبقى في صلب الموضوع" كما قال بارتليت. وينصح هاورد ولفسون المدير العام السابق للاتصالات لهيلاري كلينتون الذي يعمل حاليا لشبكة فوكس نيوز، أوباما بترداد كلمتي "جورج وبوش" قدر الإمكان، وتشدد حملة أوباما على إظهار ماكين كوريث للرئيس الذي فقد شعبيته. لكن بارتليت يحذر في الوقت نفسه مما يمكن أن يكون في نظره إستراتيجية خطرة "فماكين يختلف مع بوش حول عدد كبير من المواضيع ولن يلقى صعوبة في تأكيد ذلك". إلى ذلك سيتعين على المرشحين حتما تفادي الغلطة المتعذر تعويضها مثل تلك التي ارتكبها الرئيس الجمهوري جيرالد فورد عندما قال في 1976 أثناء مناظرته مع جيمي كارتر "لايوجد أية هيمنة سوفيتية في أوروبا الشرقية". كما سيتوجب على كل منهما أن يحترس في تصرفاته فالمشاهدون ضاقوا ذرعا في 1992 عندما نظر الرئيس بوش الأب إلى ساعته أثناء مناقشته مع بيل كلينتون موضوع الاقتصاد أو في العام 2000 إزاء الموقف الاستعلائي لنائب الرئيس آل جور عندما تنهد بصوت عالٍ في كل مرة لم ترق له أجوبة جورج دبليو بوش، وقد خسر بوش الأب الانتخابات لإعادة انتخابه رئيسا فيما هزم آل جور أمام جورج بوش الابن. وسيلي مناظرة الجمعة في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول مناظرة أخرى هذه المرة بين المرشحين إلى منصب نائب الرئيس ساره بايلن وجو بايدن كما ستتسنى فرصة الالتقاء مجددا بين أوباما وماكين مرتين في السابع والخامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. (ا ف ب)