نظام جديد لتخفيف ازدحام الخطوط الجوية

عرض مسؤولون في الوكالة الفيدرلية الأميركية للطيران مؤخراً طريقة جديدة تماماً للتحكم بازدحام الأجواء بالطائرات قريباً من المطارات وبتنظيم حركتها داخل المطارات ذاتها. وقالوا إن النظام الجديد سوف يجلب السرور لنشطاء البيئة بسبب ما ينطوي عليه من توفير في الوقت والوقود. وتم مؤخراً تحويل ملف طلب تمويل مشروع تطوير النظام إلى الكونجرس.
وقال خبراء في الوكالة المذكورة إن أهم ميزات النظام الجديد الذي أطلقوا عليه اسم ''نظام التحكم بالازدحام الجوي'' Air Traffic Controll System تكمن في توفير الوقود وتخفيض معدل انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهي الخصائص التي باتت تحظى باهتمام كبير من الناقلات الجوية، على اعتبار أن سعر الوقود المستهلك أصبح يمثل البند الأكثر تكلفة في مصاريف تشغيل الطائرات التجارية.
وكان روبرت ستورجيل مدير الوكالة الفيدرالية الأميركية للطيران قد تكفل بشرح التفاصيل المتعلقة بالنظام الجديد من خلال مؤتمر صحفي نظم مؤخراً عرض من خلاله لنتائج رحلة تجريبية شاركت فيها الخطوط الجوية النيوزلاندية بإحدى طائراتها التي قطعت المسافة بين مطار العاصمة النيوزلندية أوكلاند ومدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا. وأثبت النظام الجديد فوائده المنتظرة من خلال هذه الرحلة.
وسبق لشركة بوينج أن شكلت ائتلافاً مع عدة شركات متخصصة بصناعة أجهزة الطيران، وكان الهدف الكامن وراء تشكيله يتلخص بممارسة الضغط على الوكالة الفيدرالية للطيران للتعجيل في ابتداع تقنيات جديدة تسهم في حل المشاكل العويصة والمتفاقمة التي تشكو منها المطارات المزدحمة. واشترط أعضاء الائتلاف ألاَّ يتطلب النظام الجديد المقترح أي تجهيزات مادية رئيسية تضاف للطائرات أو للمطارات ذاتها. وهذا يعني أن حلول هذه المشاكل يجب أن تأتي من تعديل بعض القواعد المتبعة حالياً، ومن الأنظمة الرقمية المبتكرة والمتخصصة ببرمجة كافة النشاطات داخل المطارات وفي الأجواء.
ومن أهم ما ينطوي عليه النظام الجديد أنه يسمح للطائرات التي تقوم بالرحلات الطويلة بالقفز إلى مسارات جوية أكثر ارتفاعاً عن سطح الأرض فوق المحيطين الأطلسي والهادئ. ويسمح النظام الجديد للطائرات ذات الرحلات البعيدة ببلوغ ارتفاع التحليق الجديد بسرعة أعلى بعد الإقلاع، لأن ذلك يضمن توفير الوقود الذي كان يستهلك عند التحليق لفترة طويلة على ارتفاعات قليلة قبل بلوغ ارتفاع التحليق النهائي. ومن المعروف أن استهلاك الطائرة من الوقود يزداد كلما اقتربت من مستوى الأرض لأن مقاومة الهواء تزداد بزيادة كثافة الهواء.
وعرض خبراء الوكالة أيضاً لطرق وإجراءات جديدة يمكنها أن تسهم في توفير الوقود، مثل الطريقة الجديدة التي يسمح بموجبها للطائرات بالهبوط التدريجي الطويل قبل وصولها إلى المطار بعد تخفيض سرعة دوران المحركات إلى أدنى حدّ ممكن، وتضمن هذه الطريقة في الهبوط تخفيض الصوت بمعدل 30 بالمئة وبما يتفق مع مطالب السكان في المناطق المجاورة للمطارات العالمية المزدحمة.
وتعتزم الوكالة الفيدرالية للطيران استخدام النظام الجديد في أكثر المطارات الأميركية ازدحاماً مثل مطارات شيكاجو وميامي ولوس أنجلوس. وقال خبير في شركة الخطوط الجوية النيوزلاندية إن النظام سيضمن تخفيض كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون بعدة أطنان في كل واحدة من رحلات الطيران بعيد المدى.