افتتحت وزارة الثقافة العراقية في آربيل كبرى مدن إقليم كردستان العراق بيتا للثقافة للتأكيد على وجود "ثقافة واحدة" في هذا البلد الذي يشهد نزاعات سياسية حادة بين مختلف مجموعاته الدينية والقومية. وافتتح المركز وزير الثقافة العراقي ماهر إبراهيم يرافقه وزير الثقافة في حكومة الإقليم فلك الدين كاكايي بحضور نخبة من المثقفين الأكراد والعرب. وقال وزير الثقافة العراقي إن "افتتاح البيت الثقافي في آربيل يشير أن الثقافة العراقية هي ثقافة واحدة وصورة كلية نريد أن نتعرف على جزئياتها وجوانبها المشرقة فجانب مشرق في آربيل وآخر في البصرة وفي كل محافظة من المحافظات". ويشكل افتتاح البيت الثقافي في آربيل إشارة إلى أن المثقفين العراقيين يريدون تجاوز الخلافات السياسية بين الإدارة الكردية في إقليم كردستان والسلطة المركزية الاتحادية في بغداد. وقال فلك الدين كاكايي وزير ثقافة الإقليم إن "وزارتي الثقافة في بغداد وآربيل مصممتان على التواصل الثقافي والاجتماعي بين الفنانيين والمثقفين العراقيين بشكل دائم". وأضاف أن "الثقافة تبقى الاحتياطي الأخير لتواصل العلاقات بين الناس وإذا كان هناك ما خربته السياسة فإن الثقافة بقيت راسخة كدعامة من دعائم التواصل والوحدة والمشاركة بين العراقيين على مختلف قومياتهم". وتقدم البيوت الثقافية في المدن العراقية أنشطة أدبية وثقافية وعروضا مسرحية وسينمائية كما تنظم أمسيات شعرية وقصصية وغيرها تحظى بحضور كبير لأنها تشكل المتنفس الوحيد للمثقفين العراقيين في المحافظات. وأكد وزير الثقافة الكردي استعداده للتعاون مع وزارة الثقافة العراقية لإنجاح مهام البيت الثقافي العراقي في آربيل وتقديم الدعم الكامل لهذا المشروع الثقافي الذي أكد أنه "يخدم وحدة العراقيين ووحدة العراق الفيدرالي ويرسخ دعائم الأخوة بين المواطنين". وسيدشن هذا المركز نشطاته بمسرحية "خرجت من الحرب سهوا" التي يشارك فيها عدد من الفنانين بينهم زهرة بدن ويحيى إبراهيم. ووصف رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق فاضل ثامر افتتاح البيت الثقافي في آربيل بأنه "خطوة ثقافية وسياسية كبيرة في هذا الظرف وتاتي لتؤكد أن الثقافة العراقية ثقافة متعددة ومتنوعة وقادرة في آنٍ واحد على توحيد الشعب العراقي". بدوره قال الفنان المسرحي السرياني لطيف نعمان إن "هذا البيت الثقافي هو أحد الجسور التي لابد أن تمد بين الإقليم وبغداد لأن الجانب الثقافي هو أحد الجوانب المهمة والخطرة في حياة الإنسان". وكانت العلاقة بين المثقفين في إقليم كردستان وباقي مناطق العراق شبه مقطوعة في التسعينيات من القرن الماضى بعد خروج الإقليم من سلطة النظام العراقي السابق وقيام النظام العراقي بفرض حصار على الإقليم. إلا أن هذه العلاقات بدأت تتحسن بعد سقوط النظام في 2003 لكنها لم تعد إلى وضعها الطبيعي الذي كانت عليه في ثمانينيات القرن المنصرم. (ا ف ب )