دعا الدكتور ماهر دلى الحديثى، وزير الثقافة العراقى، الفنان فاروق حسنى، وزير الثقافة المصرى، إلى زيارة بغداد بهدف التأكيد على أواصر الود والسلام بين البلدين. جاء ذلك خلال حفل افتتاح الأسبوع الثقافى العراقى بالقاهرة، والذى ينظمه قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بالوزارة، برئاسة حسام نصار مستشار وزير الثقافة والمشرف على قطاع العلاقات الخارجية، وحضره كل من وزير الثقافة العراقى الدكتور ماهر دلى الحديثى، والسفير العراقى نزار الخير الله، سفير العراق بمصر، وتستمر فعاليته حتى 13 يوليو ويتضمن العديد من العروض والأنشطة الثقافية التى تقام بقطاعات وزارة الثقافة المختلفة. وأضاف ماهر دلى: لقد انتظرنا هذا اليوم كثيرًا، وأعددنا له، وكنَّا على يقين بأننا سنقابل مثقفين مصريين كبار، كما أن الحديث عن المثقفين المصريين والعراقيين يجب أن تكون له خصوصية لهاتين الدولتين العظيمتين، فالتاريخ وقف أمام حضارة وادى النيل والرافدين، ومنذ الأزل والمصريون والعراقيون يتبارون ليقدموا للعالم أرقى صور الإبداع، وندرك أن المثقفين فى مصر عاشوا فترة قلق مبرر. كما عاشت الثقافة العراقية منذ 2003 حتى الآن فترة قلق مبرر، ومنذ أن فرض الحصار على العراق 1991 والعراقيون يحفرون فى الصخر للحفاظ على تراثهم، وكثيرون من ظنوا أن الثقافة العراقية انحدرت إلى الهوية، عندما تحول الفنان بإبداعه إلى إرهابى سياسى يجب أن تقتله الأحزاب المتناحرة، وأصبحنا فى العراق مطلوبين للقتل جميعا بتولينا مناصب متعددة، ولذا فإننا نعذر إخوننا المثقفين والمبدعين العراقيين الذين هاجروا العراق إلى بلاد أخرى، ومازلنا نحمل همومهم ونتابعهم إلا أننا نطمئن عليهم عندما نعلم بأنهم على أرض مصر. وتابع دلى: لقد اجتازت الثقافة العراقية مرحلة الخطر، واستوعبت وجهات النظر التى تنطوى عليها الأحزاب المتناحرة، ولذا فعلى كل واحد منا أن يقدم تضحية استثنائية من أجل العراق، لردم الهوة التى أحدثتها السياسية وجعلت العراق مستنفرًا من البعض. ومن جانبه، عبر الفنان فاروق حسنى عن سعادته بالافتتاح قائلاً: مصر والعراق هما طرفا القيمة للعالم العربى، ولقد انتظرنا هذا طويلاً، فالعراق هى الحوار الدائم بين القاهرة وبغداد، وتاريخ العراق ليس ملكًا للعراقيين فقط، بل ملك للإنسانية ومثلها مصر. وعبر الموسيقار العراقى نصير شمه عن بالغ سعادته بتواجده على أرض، مؤكدًا "لولا وجودى على أرض مصر وشعورى بأننى على أرضى– رغم اختلاف اللهجة– ما كنت لأبدع وأقدم للموسيقى العربية ما قدمناه فى بيت العود". ويتضمن الحفل عرض فيلم وثائقى عن العراق بعنوان "التراث الحى"، وعزف لطلاب بيت العود قدمهم الموسيقار نصير شمه، كما تضمن الحفل عروضا موسيقية للفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية، وعرضا لفرقة الجالغى البغدادى.