في امارة رأس الخيمة التاريخية كان لنا شرف لقاء الشيخ عبدالملك بن كايد بن محمد القاسمي في «الزهوة» في جلسة خاصة في مكتبه تناول الحديث خلالها عدة قضايا، فكأننا أمام موسوعة في تاريخ رأس الخيمة، خاصة ومنطقة الخليج العربي عامة. في البداية، حدثنا الشيخ عبدالملك القاسمي عن دراسته في الكويت، فقال: - درست في مدرسة المتنبي في حي الشرق الكويتي، ثم انتقلنا الى ثانوية الشويخ، وانا من الذين عاصروا عهد الاستقلال، واشتركت في المظاهرة الشعبية المنددة بمطالبات عبدالكريم قاسم في الكويت. ثم تحدث الشيخ عبدالملك، وهو مستشار لحاكم رأس الخيمة، باسهاب حول العديد من القضايا التاريخية، وهو يملك متحفا خاصا يعد من اكبر المتاحف الشخصية في الخليج، حيث يحتوي على ما لا يقل عن عشرين الف قطعة أثرية ما بين المصاحف القديمة وسيوف وابواب واقفال الكعبة المشرفة. وشاهدنا مصحفا طوله متر و30 سنتيمترا، ومصحفا مكتوبا على لحاء الشجر، ثم طلب مستشار حاكم رأس الخيمة الشيخ عبدالملك القاسمي من «ابو فراس» مسؤول متحفه الخاص ان يتجول بنا، فشاهدنا العجب والنوادر من القطع الاثرية منها: - خزفيات صينية مع فخاريات مصنوعة في مناطق قريبة من الخليج العربي يرجع تاريخها الى عام 1500م، وفخاريات جلفار (رأس الخيمة) مشهورة بجودتها وكانت تصدر الى مناطق الخليج على امتداد خمسة قرون «ان سكان جلفار اثرياء، وملاحون عظام». من المحتويات سيف صلاح الدين قال ابو فراس: من محتويات متحف الشيخ عبدالملك القاسمي بنادق قديمة يرجع تاريخها الى عام 1520م تسمى ام فتيلة وبنادق من عام 1620 أم بارود، وفيه ايضاً توجد مجموعة من البنادق لا مثيل لها في متاحف الخليج الخاصة والعامة حوالي350 بندقية قديمة، منها صنعت في تركيا والبرتغال وانكلترا، وطبول حربية من 500 سنة، ومصاحف بكل الأحجام من قبل 660 سنة حجم المصحف الكريم 3 سنتيمترات، وسيف صلاح الدين الأيوبي الذي حارب فيه من عام 1187م، سيف موثق، وعليه أختام مؤكدة سمو الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي بضحي بمبالغ كبيرة لكي يحصل على هذه القطع والاحتفاظ بها في المتحف. ويقول أبو فراس: هذه السلحفاة الموجودة في متحف الشيخ القاسمي عمرها 400 سنة عاشت معنا سنوات داخل المتحف، خرجت للتجوال والترفيه فصدمتها سيارة ومازلنا نحتفظ بها، وأول جهاز كمبيوتر يصل منطقة الخليج العربي موجود في المتحف، و40 صندوق مندوس (مبيت) صنع من قبل 200 سنة، وأقفال للمساجين، وحزامهم من النوادر، ساعات نادرة، وبين المصاحف اشارة أبو فراس إلى واحد منها كتب على لحاء شجرة عمره 370 سنة، ومصحف كامل مكتوب على جلد الغزال، وآخر طوله وعرضه 2 سنتيميتر من أوائل الكاميرات التي صنعت في هذا المتحف، وأبواب خشبية لسكان الجبال، وأخرى لموسم الشتاء والصيف وأول صندوق وصل بالبريد السريع (D. H. L) إلى رأس الخيمة موجود عندنا، وأباريق نعمانية أيام المناذرة وراديوات (مذياع) من 1935 حتى 1960، ولوحات من أيام المماليك، طبق فخاري من الدولة الايوبية. وقال محمد كامل (أبو فراس): 20000 قطعة في متحف القاسمي منها ايضاً سيف سياف من العاج، باب من 600 سنة، وطبق من 1207 ه، وسيارات قديمة، وأكبر طبق للأكل في العالم من أيام العثمانيين يحمله 18 شخصاً وفيه 8 عروات (أي مقابض). واثناء تجوالنا في المتحف الكبير بأقسامه المتعددة اشار إلى ثلاثين مصحفاً صغيراً بقياس واحد ونصف سم من عام 480 ه 520 ه، وسيف من عام 1214 ه، من عهد السلطان عبدالحميد الأول، وهناك سيوف عثمانية متعددة الأنواع وأسماء شاهدنا في المتحف مثل: - سيف الشطيان الحزيمي الصهال المهلب المسمسم المهند أبو ظهر اليماني الدمشقي الكاوي الصاوي البتار ذو الفقار سيف القاسمي صنع سنة 1690م من النوادر في المنطقة سيف نجدي اكثر مقابض السيوف من قرون الغزلان ومن الفضة الخالصة. مصكوكات.. واسطرلاب وخلال تجوالنا أخذنا أبو فراس إلى مجموعة من النقود الساسانية الفارسية الأصل من 1500 سنة من أيام الرسول «صلى الله عليه وسلم»، وصكوك من العباسيين، وصكوك نادرة لا توجد من عهد الدولة الأموية ابتداء من 70 ه 750 ه، وكذلك الصكوك المصرية من الفضة، واصدارات البنك المركزي لدولة الامارات العربية المتحدة كاملة ورقية ومعدنية منذ ان تأسست الامارات. وقال أبو فراس: البوصلة تعين الاتجاهات منذ القرن الثالث عشر، ونحن نسمي هذا الجهاز ب«اسطرلاب» الذي يرشدنا إلى النجوم والاتجاهات، وقبل ذلك كان الاعتماد على حركات الشمس والنجوم، والرياح وأنواع الطقس، وعلى النجم القطبي في الليل أو نجم آخر. والاسطرلاب الموجود في متحف الشيخ القاسمي هو جهاز عربي من 6 أشكال وبأحجام مختلفة وعمر هذه الاسطرلابات 250 سنة، ويعتبر من الآلات النادرة. قسم الآثار يتكون من أفران صناعة الفخار وتعتبر أقدم أثر بشري في رأس الخيمة في الالف الثالث قبل الميلاد، وتوجد أسلحة مصنوعة من حجر الصوان، وركن من الازياء الشهبية القديمة، وأودات للغوص والصيد والزراعة. في الحقيقة يزخر هذا المتحف بالمخطوطات والادوات التراثية المختلفة متحف يضم حوالي 20،000 مخطوط وأسلحة وقطع أثرية. الشوكيات في الختام، ارشدنا أبو فراس إلى قسم الشوكيات والبلطات بمختلف أنواعها، قطع من الشوكيات كانت تزرع في الأرض بمنزلة ألغام تمنع تقدم الجيوش الغازية وقسم خاص للأقواس والسهام. في رأس الخيمة متاحف منزلية خاصة عددها 18 متحفاً، اضافة إلى دار «فت» التراثية، ودار سعيد، ومتاحف جمعيات التراث، ومتحفاً للتجديف، ومتاحف أخرى.