افتتح الفيلم المصري "قبلات مسروقة" لخالد الحجر فعاليات الدورة ال` 24 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط , حيث تم عرض هذا العمل بعد حفل افتتاح متواضع فنيا. وسبق عرض الفيلم تقديم استعراض راقص لا يعبر عن واقع المهرجان ولا تصوراته ولا توجهاته بقدر ما كان تقديم رقصات متنافرة لا جامع بينها. إلا أن إعلان رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما ممدوح الليثي إهداء الدورة لاسم المخرج الراحل يوسف شاهين مترافقا مع صعود تمثال لشاهين من أسفل المسرح أعاد لحفل الافتتاح عنفوانه حيث علا التصفيق الحاد تبعه الوقوف دقيقة حداد على الراحل. وأعقب ذلك تقديم لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرج الإيطالي ماركو اونوراتو حيث يشارك في عضوية اللجنة من العرب الفنانان المصريان محمود قابيل والهام شاهين ورئيس مهرجان دمشق السينمائي محمد الأحمد , ثم تقديم لجنة تحكيم الأفلام الرقمية الخاصة بمتسابقين مصريين وعلى رأسها الكاتبة كوثر هيكل وعضوية إبراهيم البطوط. وعقب ذلك قام وزير الثقافة المصري فاروق حسني ومحافظ الإسكندرية عادل لبيب ورئيسة المهرجان الناقدة إيريس نظمي بتكريم وزيرة الثقافة المغربية ثريا جبران أول فنانة عربية تتولى مثل هذا المنصب الرفيع. وتم تكريم يوسف شاهين وتسلم درع التكريم ابن شقيقته جابي خوري وأعقب ذكر اسم الفنانة ماجدة الصباحي تصفيق حاد رافق صعودها إلى خشبة المسرح وتسلمها الدرع , وتم تكريم فنانة الاستعراض المصرية شريهان , وتلت مقدمة الحفل رسالة من الفنانة موجهة إلى جمهور حفل الافتتاح وصناعة السينما. وتم تكريم أيضا كل من المخرج علي عبد الخالق ومدير التصوير محسن نصر وخبير التجميل السينمائي حمدي رأفت.أما من الأجانب فقد تم تكريم المخرجين الراحلين الإيطالي دينو ريزي والفرنسي بول داسان بجانب الفنانة اليونانية ماريا تسوبانكي. وعرض الفيلم المصري "قبلات مسروقة" لخالد الحجر بعد انتهاء حفل الافتتاح , حيث حل في اللحظات الأخيرة لانطلاقة المهرجان بديلا عن الفيلم المغربي "كل ما تريده لولا" لنبيل عيوش والذي اعتبر أنه "يسيء لمصر" بعد أن كانت إدارة المهرجان اعتبرته في البداية فيلما عربيا مميزا. وتدور أحداث الفيلم الذي قام بكتابته أحمد صالح حول البطالة التي يعاني منها الشباب وحالة الفقر المتفشية وعدم قدرة الشباب على تحقيق أحلامهم حيث يضطر بطله الشاب , ويجسد شخصيته أحمد عزمي , لأنه يعمل في محطة وقود ويتورط في تصوير فيلم إباحي رغم أنه متفوق في دراسته في الهندسة. ويكتشف عزمي فيما بعد أن صديقه الأقرب له يقوم بنفس العمل في تصوير أفلام إباحية , وأنه قتل المرأة التي ورطتهما في هذا العمل المشين , فيتهم هو بقتلها. ويرافق ذلك خطوط درامية متعددة تصور حالة الإحباط التي يعاني منها الشباب حيث تتورط إحدى الشخصيات النسائية وتدرس في الجامعة في العمل في الدعارة , في حين تقوم أخرى بمحاولة الزواج من رجل يكبر والدها وتترك الشاب الذي أحبها وأحبته طوال سنوات. وهناك خط درامي ثالث يقوم فيه الأب بابتزاز ابنته ويحاول تزويجها من رجل كبير في السن وغني ويقوم بسرقة أموال خطيبها الشاب الذي تحبه وتدرس معه في الجامعة إلا أن الحب ينتصر فقط في هذه الحالة. ويسير الفيلم في خطوطه الدرامية في إطار تقليدي لم يقدم جديدا وأكثر ميلا إلى السذاجة منه للإبداع أو كما قال أحد المشاهدين "غني بالقبلات فقير بالخطوط الدرامية وتقليدي لم يقدم جديدا". وكانت إدارة المهرجان قد اختارت كتاب "يوسف شاهين : حدوتة عشق مصرية" للكاتب المصري محمد الصناديلي لإدراجه ضمن الاحتفالية الخاصة بالمخرج العالمي الراحل والتي يقيمها المهرجان الأربعاء بمشاركة عدد كبير من نجوم السينما المصرية والنقاد والصحفيين وعدد من تلاميذه. وقرر ممدوح الليثى شراء 100 نسخة من الكتاب الصادر عن سلسلة "كتاب الجمهورية" , كما أعلن علي هاشم رئيس تحرير السلسلة عن إهداء المهرجان 50 نسخة أخرى مشاركة في الاحتفالية الكبيرة بشاهين الذي تحمل دورة المهرجان الحالية اسمه. ويشار أن الكتاب هو الأول الذي يصدر في مصر بعد رحيل شاهين , ويقدم فيه الكاتب رؤية خاصة لمشوار الإبداع الفني للمخرج الكبير من خلال سيرته الذاتية واستعراضه لأهم العلامات في مشواره الفني الكبير والأفلام التي غيرت مساره ومثلت محطات مهمة في تاريخه مثل "باب الحديد" و"الأرض" و"حدوتة مصرية" و"إسكندرية ليه" و"المصير". (د ب أ)