ساهمت المرأة الصينية حتى الان بفعالية اكبر من الرياضيين الرجال فى زيادة رصيد الصين من الميداليات الذهبية فى الدورة الاوليمبية , لتدعيم مسيرة المارد الصينى الذى يتجه بقوة نحو امكانية الاطاحة بالولايات المتحدة عن عرش القوة العظمى الاولى على المستوى الاوليمبى . فقد تمكنت الرياضيات الصينيات من حصد 19 ميدالية ذهبية للصين من اجمالى 31 ميدالية حصلت الصين عليها حتى الان فى دورة الالعاب الاوليمبية بنسبة 2,61 فى المائة مقابل نسبة 8,38 فى المائة للرجال الذين فازوا ب 12 ميدالية ذهبية فقط . فقد كشفت النتائج المبهرة التى حققتها الرياضيات الصينيات فى معظم المنافسات الرياضية لدورة بكين سواء فى رفع الاثقال او الغطس او الرماية او الجودو او كرة الريشة او غيرها ان الميدالية الذهب التى تحرزها الرياضية الانثى تتساوى تماما مع مثيلتها التى يحرزها الرجل و ان المرأة تساهم فى رفع علم بلادها عاليا و عزف النشيد الوطنى لبلادها مثلما يساهم الرجل تماما فى وقت تتعرض فيه الانثى فى الصين لظلم كبير بسبب سياسة الطفل الواحد حيث تفضل معظم العائلات الصينية اجهاض الجنين عندما يتبين انه انثى لدرجة ان الصين بدأت تعانى من نقص فى الجنس اللطيف بعد ان وصلت نسبة الرجال للنساء 8,106 رجل لكل 100 امرأة. و قد نفت الحكومة الصينية اكثر من مرة تعمد انزال اى تفرقة بالانثى لصالح الذكر معترفة فى نفس الوقت بأن معظم العائلات فى الصين تفضل المولود الذكر عن المولود الانثى فى اطار سياسة الطفل الواحد التى تستهدف وقف الزيادة السكانية الكبيرة التى تعانى منها الصين الشعبية من الجنسين و ليس من النساء فقط . وقد ادركت السلطات الصينية تماما ان سياسة الطفل الواحد تنزل الظلم بالاناث فبادرت بأغماض عينيها عن الاسر التى ترزق بطفلين بل بثلاثة اطفال فى بعض الاحيان حتى تحصل هذه الاسر على فرصة انجاب الذكور دون التخلص من الاناث خاصة فى المناطق الريفية بالصين و و يذكر ان الصين تراجعت بسبب سياسة الطفل الواحد الى المرتبة الثانية على قائمة الدول الاكثر عددا من حيث الرجال بعد الهند و أدت زيادة نسبة الذكور عن الاناث فى الصين الى ازمة فى عثور نسبة من الرجال على شريكة الحياة وهى الازمة التى من المتوقع ان تتفاقم فى حال بقاء الحال على ما هو عليه . و كشفت دراسات اجرتها الحكومة الصينية ان نسبة الرجال الى النساء ستبلغ 2 رجل لكل 6,1 امرأة بحلول العام 2030 مما سيدفع الصين الى استيراد النساء من الخارج فى وقت تحظى فيه بلقب اكبر دولة مصدرة فى العالم لكن , كم يبلغ عدد الصينيين بالضبط رغم ان اخر تعداد رسمى اجرته الحكومة الصينية فى نهاية العام 2007 اظهر ان تعداد الشعب الصينى بلغ 3,1 مليار نسمة دون ان يشمل هذا التعداد سكان هونج كونج و مكاو و تايوان . و يعترف المكتب القومى الصينى لتنظيم الاسرة بأن تعداد العام 2007 الذى اظهر ان شعب الصين بلغ 1321290000 نسمة هو رقم ريما يقل عن الرقم الحقيقى بسبب قيام عدد من الاسر الصينية بأخفاء مولد الطفل الثانى و فى بعض الاحيان اخفاء الطفل الثالث خوفا من العقوبات المنصوص عليها فى قانون الطفل الواحد . و من جانبه , يكشف البروفسير كو جيانج استاذ الدراسات السكانية فى دراسة نشرتها المجلة البريطانية " جورنال اوف ميدسين" ان خوف الاسر الصينية من قانون الطفل الواحد جعل العديد منهم يخفون المواليد المخالفة لسياسة الطفل الواحد . و يعترف البروفسير كو جيانج بأن الحكومة الصينية تراجعت من جانبها عن تنفيذ عقوبة الاجهاض أو التعقيم الاجبارى ضد الاسر المخالفة لسياسة الطفل الواحد مشيرا الى ان ذلك لم يمنع ان هناك ما يزيد عن 200 مليون صينى لم يتم تسجيلهم بعد فى دفاترالمواليد لامتناع اسرهم عن الابلاغ عن مولدهم خشية من تطبيق العقوبات . أما المعهد الفرنسى للدراسات الديمغرافية فيرى فى سياسة الطفل الواحد خطر على الصين لدرجة انه حذر الصين من الدخول فى ازمة ديمغرافية خطيرة بفعل تباطؤ زيادة معدلات المواليد و تكشف الدراسة الفرنسية التى نشرت فى 5 أغسطس الحالى ان الصين لن تتخطى حاجز ال 5,1 مليار نسمة و ان الشعب الصينى سيتوقف تماما عن الزيادة قبل ان يتجه الى النقصان بحلول العام 2030 حيث من المقرر ان تفقد الصين لقبها كاكبر دولة فى العالم من حيث السكان لصالح العملاق الديمغرافى الاخر و هو الهند . و رغم ان سياسة الطفل الواحد قد وفرت حتى الان للصين قوة عاملة تبلغ نسبتها 70 فى المائة من تعداد الشعب الصينى مقابل 62 فى المائة للهند الا انه من المتوقع ان تفقد الصين بسبب سياسة الطفل الواحد نحو 70 مليون من الصينيين فى سن العمل بحلول العام 2050 كما حذرت الدراسة الفرنسية الحكومة الصنيية من الاثار السلبية لتراجع معدلات المواليد على الايدى العاملة فى بعض القطاعات مما يهدد عملية التنمية الهائلة التى تشهدها الصين حاليا . كما تشير الدراسة الفرنسية الى ان سياسة الطفل الواحد ستهدد الصين بمخاطر ارتفاع معدلات متوسط العمر حيث من المتوقع ان ترتفع نسبة الصينيين الذين تزيد اعمارهم عن 65 عاما من نسبة 7 فى المائة عام 2000 الى نسبة 24 فى المائة بحلول العام 2050. و السؤال الان هو هل ستواصل الصين سياسة الطفل الواحد لتستمر معدلات تراجع عدد الصينيين من النساء بنسبة تزيد عن التراجع المتوقع لنسبة الرجال ام ان الانجازات الرياضية الهائلة التى حققتها المرأة الصينية فى دورة بكين سوف تجعل الاسر الصينية تكتفى بالطفل الواحد حتى لو كان هذا الطفل انثى ؟ (ا ش ا )