يشارك الآف الفلسطينيين في تشييع جنازة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش (67 عاما) الذي تبنى القضية الفلسطينية في قصائده ويدفن يوم الأربعاء في مدينة رام الله بالضفة الغربيةالمحتلة. وتقام لدرويش جنازة شبيهة بالمراسم الرسمية والتكريم الذي صاحب الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الى مثواه الأخير وستكون جنازة درويش في رام الله يوم الأربعاء أول جنازة رسمية تقيمها السلطة الفلسطينية منذ جنازة عرفات عام 2004 . وقال رجل الأعمال الفلسطيني محمد سقف الحيط وهو يقف في الموقع الذي سيدفن فيه درويش "إنه لم يمت لأنه خلف وراءه إرثا من الشعر إنه باق في قلوبنا." وبدأت بلدية رام الله منذ يوم الاثنين في إعداد الموقع الذي سيقام فيه ضريح درويش والذي سيكون الى جوار قصر الثقافة في البلدية. وخلال ثلاثة أيام من الحداد الوطني على الشاعر الفلسطيني الكبير علقت صور درويش في شوارع رام الله الى جانب مقولته الشهيرة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة." وكان درويش قد جعل من رام الله دارا له منذ عودته في التسيعينيات الى الضفة بعد بقائه في المنفى سنوات طويلة. وتوفي درويش يوم السبت نتيجة مضاعفات عقب جراحة في القلب أجريت له بمستشفى في هيوستون بولاية تكساس الأمريكية. وترجمت قصائد درويش الذي نال الكثير من الجوائز وكان شاهدا على الشتات الفلسطيني وضياع الوطن الى أكثر من 20 لغة كما ترجم العديد من دواوينه الى العبرية وإن حظرت رسالته الوطنية في الدولة اليهودية كما الغيت سريعا خطة لعام 2000 بتدريس أشعاره في المدارس الإسرائيلية. ولد درويش في أراض هي الآن ضمن الأراضي الإسرائيلية وسجنته إسرائيل عدة مرات لنشاطه السياسي. وغادر درويش عام 1971 للاتحاد السوفيتي السابق ثم تبعتها سنوات منفى قضاها في القاهرة وبيروت وتونس وباريس. وخلال سنواته في الخارج وصل الى موقع مرموق في منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة عرفات وعاد الى الضفة في التسعينيات. ثم استقال من المنظمة عام 1993 بعد وقت قصير من توقيع عرفات وإسرائيل اتفاقات أوسلو المؤقتة. ويقول أصدقاء درويش إنه عارض أوسلو لأنها لا ترقى الى مطالب الفلسطينيين بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967 وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وأقيم ضريح درويش الى الجانب المكان الذي القى فيه آخر قصائده الجديدة (لاعب النرد)و(محطة قطار سقط عن الخريطة) في يوليو تموز الماضي. (رويترز)