دعا مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" كوتشيرو ماتسورا الحكومات ووكالات المنظمة الدولية والمؤسسات التعليمية والجمعيات المهنية وجميع الجهات المعنية إلى العمل على احترام وتعزيز وحماية جميع اللغات لا سيما تلك المهددة بالاندثار. وأشار ماتسورا إلى أهمية العمل للحيلولة دون اندثار هذه اللغات من خلال وضع سياسات لغوية تتيح لكل جماعة لغوية استخدام لغتها الأولى أو لغتها الأم على أوسع نطاق ممكن ولأطول فترة ممكنة, بالإضافة إلى تشجيع الناطقين بلغة سائدة على تعلم وإتقان لغة أخرى وطنية أو إقليمية أو لغتين من اللغات الدولية حيث أن تعدد اللغات يعد الوسيلة الوحيدة التى تضمن لجميع اللغات إيجاد متسع لها فى "عالمنا الذى تسوده العولمة". وأكد ماتسورا - وفقا لبيان وزعه مكتب اليونسكو بالقاهرة الأحد بمناسبة الاحتفال "بالسنة الدولية للغات 2008" - ضرورة اتخاذ مبادرات فى مجال التعليم والإنترنت بالإضافة إلى القيام بمشروعات تهدف إلى صون اللغات المهددة أو إلى تعزيز اللغات باعتبارها وسيلة للاندماج الاجتماعى. وقال ماتسورا إن الجميع يسعى إلى ضمان الإقرار على الصعيد الوطنى والاقليمى والدولى بأهمية التنوع اللغوى وتعدد اللغات فى النظم التعليمية والإدارية والقضائية وفى أشكال التعبير الثقافى وفى وسائل الإعلام والإنترنت والمبادلات التجارية. وأشار إلى أن السنة الدولية للغات 2008 تعد فرصة فريدة لإحراز تقدم حاسم فى المساعى الرامية نحو بلوغ هذه الأهداف, وأعلن ماتسورا أن 21 فبراير القادم - الذى يوافق اليوم الدولى للغة الأم - يكتسب أهمية كبرى هذا العام فى ظل السنة الدولية للغات, حيث سيكون فرصة لإطلاق المبادرات الرامية إلى تعزيز اللغات. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت 2008 عاما دوليا للغات, وأسندت مهمة تنسيق الأنشطة المتعلقة بهذا العام لليونسكو التى أكدت عزمها على القيام بدورها القيادى فى هذا المجال إدراكا منها بالأهمية الحاسمة للغات فى التصدى للتحديات العديدة التى سيتعين على البشرية مواجهاتها خلال العقود المقبلة باعتبارها عاملا استراتيجيا للتقدم نحو التنمية المستدامة. وتواجه أكثر من 50 بالمائة من اللغات المحلية حاليا فى العالم والبالغ عددها 7 آلاف لغة خطر الاندثار فى غضون بضعة عقود, حيث يستخدم أقل من ربع هذه اللغات حاليا فى التعليم المدرسى أو على شبكة الإنترنت كما أن هناك الآلاف من اللغات التى لا وجود لها فى النظم التعليمية ووسائل الإعلام والنشر والمؤسسات الحكومية بوجه عام.