يخطيء بعض الأشخاص في مختلف أنحاء العالم عندما يضعون صورهم في أوضاع مرحة أو طائشة في موقع الفيس بوك الشهير على شبكة الانترنت ويدونون معلومات يوجهونها لأصدقائهم غير مدركين أنها تكون متاحة لأعين أشخاص آخرين يهتمون بالحصول على معلومات معينة عن أشخاص بعينهم ومن بينهم أصحاب العمل المحتملين. وتشير دراسة بريطانية أجريت مؤخرا حول تأثير سمعة الشخص على الانترنت على فرص الالتحاق بالعمل إلى أن واحدا من كل خمسة من أصحاب العمل بحث عن معلومات شخصية على الانترنت حول الموظف الذي يرغب في تشغيله، وحوالي نصف هؤلاء قالوا إن هذه المعلومات أثرت بالفعل على قرارهم بشأن اختيار الموظفين. وأشار ربع أصحاب العمل الذين يبحثون على الانترنت عن معلومات بشأن الموظفين المحتملين أنهم رفضوا تشغيل عدد من طالبي التوظيف بسبب المعلومات التي عثروا عليها في الانترنت. ويقول بيتر كاننجهام مدير الفرع البريطاني لموقع شبكة الأعمال التي أعدت الدراسة إنه عندما يقوم صاحب العمل بالبحث عن موظفين يكون هناك عنصر المخاطرة، فهناك السيرة الذاتية لطالب الوظيفة وهناك المقابلة الشخصية، ولكنه يريد التأكد من أن ما يراه حقيقي وصائب، خاصة وأن هناك البعض الذين يدونون معلومات غير حقيقية في طلب التوظيف، وبالتالي فإنها مسألة سهلة ولا تكلف شيئا أن تسجل اسم شخص ما على محرك جوجل للبحث وترى نوعية المعلومات التي تظهر بشأنه. ويضيف أن الكثيرين يتمتعون بالتحدث مع الأصدقاء وأعضاء العائلة على الانترنت ولكن العديد من الأشخاص لا يدركون مخاطر وضع معلومات شخصية على الانترنت ليراها الجميع، فأصحاب الأعمال يمكنهم بسهولة الوصول إلى الصور الخاصة بالعطلات والمناقشات الخاصة مع الأصدقاء الأمر الذي يمكن أن يكون له تأثير هائل على قرارات اختيار الموظفين. ويقول مارتن نيكولاس مدير شركة للتوظيف بهونج كونج أن أكبر مشكلة هي أن الأشخاص يرون أن التواصل الاجتماعي عبر الانترنت مسألة ترفيهية، غير أنه ينبغي على المرء أن يكون حذرا عند وضع معلومات شخصية على شبكة الانترنت وكذلك المعلومات الخاصة بآرائه حول الآخرين، وهناك قاعدة تقول إنه لا ينبغي عليك أن تكتب ما لا ينبغي أن يراه الجمهور. وهذه الآراء تساندها دراسة أصدرها مكتب المعلومات التابع للحكومة البريطانية في آخر تشرين ثان/نوفمبر الماضي وأشارت إلى أن 16 % من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 21 - 14 عاما والذين أجريت معهم مقابلات شخصية لم يكن لديهم معرفة بأن المعلومات التي وضعوها على الانترنت يمكن أن يستخدمها المسئولون بالجامعات وأصحاب العمل لفحصهم واتخاذ قرارات بشأن اختيارهم. وشعر كثير من الشباب بالحرج بعد هذه الدراسة وأعربوا عن مخاوفهم من أن يؤثر ما كتبوه على مستقبلهم الدراسي والعملي. ويؤكد عدد من الخبراء أن كثيرا من الشباب لا يدركون أن ما يدونونه من معلومات شخصية على شبكة الانترنت يمكن أن يؤثر سلبا على مستقبلهم، فهم يرسلون المعلومات في الفضاء الاليكتروني دون أن يروا آثار الأقدام الاليكترونية التي يتركونها.