"قل لا" مسرحية غنائية باللغة السريانية تدعو بأسلوب فني إلى نبذ الانقسامات التي تعيشها الطوائف المسيحية في العراق من كلدان وآشوريين وسريان حول مستقبل منطقة سهل نينوى التي بات يتركز فيها مسيحيو العراق. ويستمر عرض الأوبريت على مسرح قاعة "منتدى" بمنطقة عينكاوة ذات الغالبية المسيحية في مدينة أربيل شمال بغداد لمدة عشرة أيام بمشاركة 22 ممثلا وممثلة من الشباب جميعهم من الطائفة السريانية بالإضافة إلى أربعة أطفال. ويقول رفيق نوري مخرج المسرحية التي بدأ عرضها الأحد على إحدى مسارح أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق "إن الأوبريت يعتبر العمل الفني الأول الذي يتصدى لانقسامات بدأت تنتشر بين الطوائف المسيحية العراقية في الوقت الحاضر وتدعو لمعالجتها والابتعاد عنها". وأضاف نوري وهو مسيحي سرياني "أن كل مجتمع يتعرض لصراعات داخلية قد تكون طائفية أو دينية ونريد أن نقول عبر مسرحيتنا الغنائية "إننا واحد" ورغم خصوصية كل مكون في مجتمعنا لكننا في النهاية ننتمي لنفس الوطن ونتحدث نفس اللغة وتاريخنا وتراثنا واحد رغم اختلاف وجهات نظرنا". ويؤكد نوري "تفاعل جميع الطوائف المسيحية مع المسرحية كونها تتحدث بلغتهم (السريانية) وترفض اختلافهم خصوصا وهم ينتمون لدين واحد وكتاب واحد وطقوس واحدة". وأوضح أن "عرض الاختلافات بلغة فنية تجعل المتلقي يتفاعل معها ويستجيب لها". ووصف الناقد المسرحي مروان ياسين العمل بكونه "مفأجاة طيبة كونه أكد قدرة المسرح السرياني على تقديم عمل متميز متكامل رغم ضعف المسرح الغنائي". وأضاف أن "هذه المسرحية جددت الثقة بوجود عناصر قوية قادرة على خلق مسرح غنائي مهم يستطيع تأدية وظائف مهمة مثل الدعوة إلى صنع الخير والتآلف ونبذ الفرقة والانقسام الكراهية". من جانبه أكد رازمي مراديان أحد مخرجي القنوات الفضائية العراقية أن فكرة العمل لطيفة وجميلة خصوصا أنها تسعى إلى ترسيخ وحدة الطوائف المسيحية. وشددت المسرحية على قدرة طوائف أي مجتمع مهما كانت بسيطة على تحقيق أهدافها وفقا. (ا ف ب)