هل يمكن اعتبار التعليم سلعة تخضع لقيم السوق أى للعرض والطلب ؟ وأين القيم التربوية التى من المفترض أن يرسخها التعليم فى الأجيال الجديدة ؟ وكيف ترتبط هذه القيم بالسياق التكنولوجى وما تفرضه العولمة من تحديات ؟ لما كان التعليم لايزال منقسما إلى حد التشظى بين تعليم دينى أزهرى وتعليم حكومى (قطاع عام) وتعليم خاص ومدارس لغات ومدارس أمريكية وألمانية إلى آخره، أتى إسهام الدكتور حامد عمار ليضع الأمور فى نصابها بخبرته الطويلة فى مجال التعليم وهو الخبير التربوى البارز وذلك فى كتابه (قيم تربوية فى الميزان) الصادر عن الدار المصرية اللبنانية فى القاهرة . الكتاب يضم أربعة أقسام هى ؛ مفاهيم وقضايا مهمة: دلالاتها وتوظيفها فى محاولات إصلاح التعليم : الأوضاع والمشروعات والتساؤلات، قيم تربوية وثقافية هابطة، وقيم تربوية وثقافية رفيعة. تتناول هذه الأقسام موضوع التعليم والمرجو منه من شتى الزوايا على اعتبار أن التعليم أولا وأخيرا رسالة تقتضى ممن يقومون عليها الإخلاص والابتكار والمعرفة الدقيقة بكل ما يجرى فى العالم الذى صار متقدما، ذلك العالم الذى أخرج جامعاتنا من إطار التصنيف العالمى لأهم الجامعات وكان نصيبنا فى التصنيف صفرا كبيرا . وهنا يحاول الدكتور حامد عمار رصد القيم السلبية التى ينبغى أن نتخلص منها فورا لينصلح حال تعليمنا وكذلك تحديد القيم الإيجابية التى ينبغى أن نركز عليها وننميها إذا كنا راغبين حقا فى تطوير تعليمنا . ويربط حامد عمار التعليم بكل سلوكيات حياتنا بداية من المأكل حتى نظام المرور، فكل مشكلاتنا مترتبة على عدم وجود نظام تعليمى فعال يسهم فى بناء إنسان مصرى متحضر يعتمد العقل فى حل مشكلاته ولايعتمد الخرافة. فالتعليم القوى يعنى ثقافة قوية تسهم فى الحضارة العالمية وتحقق قيمها ومتطلباتها وتعنى تنمية اقتصادية وبشرية تنتشلنا من هوة التخلف . وعلى عادته فى الوفاء يأتى القسم الرابع تحية عطرة لبعض الرجال المهمين فى الحياة المصرية وبعض الشخصيات العالمية مثل صلاح قطب التربوى الرائد وأحمد مستجير العالم المعروف وأحمد عبدالله رزة المناضل السياسى ومحمد يونس الحائز على جائزة نوبل عن فكرة بنك الفقراء فى ماليزيا . ( أ ش أ)