ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الثلاثاء مع عودة التركيز على التوترات بين إسرائيل وإيران بسبب برنامج الثانية النووي وتراجع الطلب في الولاياتالمتحدة. وزاد سعر النفط الخام الأمريكي الخفيف لعقود أقرب استحقاق شهر أغسطس/ اب 1.15 دولارا الى 141.15 دولار للبرميل. وعلي صعيد خام القياس الأوربي ارتفع سعر مزيج برنت 1.08 دولار الى 140.91 دولار للبرميل. وكان النفط قفز الاثنين الى مستوى قياسي عند 143.67 دولار للبرميل بفعل عوامل منها المخاوف من اضطراب الإمدادات من الشرق الأوسط بسبب تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وعدلت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية حجم الطلب الأمريكي على النفط في ابريل/ نيسان بالخفض 863 ألف برميل يوميا الى 19.77 مليون برميل يوميا ويقل هذا 3.9 % عن مستوياته فى عام 2007 مع تآكل الطلب في أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم من جراء ارتفاع تكاليف الوقود. وقال وزير خارجية إيران الاحد إنه لا يصدق أن إسرائيل في وضع يؤهلها لمهاجمة بلاده بسبب برنامجها النووي. وكانت هذه التصريحات هي الاحدث في إطار تصاعد الحرب الكلامية التي أسهمت في إثارة تكهنات بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران رابع أكبر مصدر للنفط في العالم. ومما زاد الاضطرابات في السوق كذلك تصريحات إيران أنها قد تفرض قيودا على الملاحة في الخليج اذا تعرضت لهجوم. يذكر أن حوالي 40 % من تجارة النفط تمر عبر مضيق "هومز" وهو ممر مائي ضيق يفصل إيران عن شبه الجزيرة العربية . السعودية: أسعار النفط لن تنخفض إذا زادت الإمدادات صرح الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية الثلاثاء أن أسعار النفط لن تنخفض حتى إذا زاد الإنتاج لأن المضاربات والضرائب وراء ارتفاعها. ونقلت صحيفة "اراب تايمز" عن الملك عبد الله قوله "من يعتقدون أن أسعار النفط ستنخفض ما أن يزيد الإنتاج مخطئون لأن هناك مؤشرات على أن الأسعار ستظل عالية." وأضاف أن المضاربين والرسوم المفروضة على الوقود في بعض الدول من أسباب ارتفاع الأسعار. وقال "منذ بداية إنشاء أوبك حرصنا دائما على بقاء سعر النفط عند مستوى طبيعي للحد من العبء على كل من المنتجين والمستهلكين، ليس لنا علاقة بارتفاع أسعار النفط في العالم." وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي صرح الاثنين أن السعودية مستعدة لضخ كل ما يحتاجه عملائها من نفط ولكنه أضاف أن الإمدادات في الوقت الحالي كافية. ووعدت الرياض بالفعل بضخ 9.7 مليون برميل يوميا في يوليو/ تموز 2008 بزيادة 550 ألف برميل يوميا عن حجم الإنتاج في مايو/ ايار من نفس العام. ودعت المملكة القوى العالمية في قطاع الطاقة لاجتماع غير مسبوق في جدة في يونيو/ حزيران 2008 في ضوء أسعار النفط القياسية. أوبك تتوقع استمرار تقلب الأسعار صرح رئيس منظمة أوبك شكيب خليل الثلاثاءأانه يتوقع استمرار تقلبات أسعار النفط والغموض الذي يكتنفها. وقال خليل -الذي يشغل أيضا منصب وزير الطاقة في الجزائر- أمام مؤتمر البترول العالمي في مدريد "الاحتمالات بالنسبة لأسعار النفط غير مؤكدة وتتسم بالتقلب الشديد، فنحن لا نعرف ما كانت ستستقر أم ستنخفض." وأضاف أنه يتوقع أن ترتفع طاقة إنتاج النفط الخام بمنظمة أوبك بمقدار 4 ملايين برميل في السنوات الأربع المقبلة، وأوضح أنه رغم أن العالم يملك احتياطيات تكفي لعشرات السنين من النفط فإن مصدر القلق الأساسي يتعلق بنقلها الى الأسواق. إيران: لا حيلة لأوبك في خفض سعر النفط نقل موقع وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت الثلاثاء عن وزير النفط قوله إن العرض يزيد على الطلب في سوق النفط وأنه ليس بوسع منظمة أوبك أن تفعل شيئا لخفض الأسعار. ونسب الموقع الى الوزير غلام حسين نوذري قوله على هامش مؤتمر في مدريد "يوجد نفط كاف في السوق، العرض يفوق الطلب... وارتفاع الأسعار ليس بسبب نقص الإمدادات." ولا تري إيران -رابع أكبر دول العالم تصديرا للنفط- ضرورة لزيادة إنتاج أوبك مثلما تطالب الولاياتالمتحدة ودول أخرى مستهلكة وذلك رغم ارتفاع الأسعار 40 % هذا العام. وأكدت طهران مرارا أن الإمدادات كافية في الأسواق وأن السبب في ارتفاع الأسعار هو المضاربات وضعف الدولار والعوامل السياسية. وقال نوذري إن ايران تريد استقرار سوق النفط لأن تقلبات الأسعار تضر بالمنتجين والمستهلكين وبدأ المؤتمر العالمي ال19 للنفط أعماله الاثنين بعد لقاء افتتاحي مساء الأحد 29 في مدريد ويستمر حتى الخميس 3 يوليو/ تموز 2008، لبحث مستقبل الصناعة مع استمرار غلاء الخام، واتساع الهوة بين الدول المنتجة والمستهلكة (رويترز)