كشفت دائرة التخطيط والاقتصاد في الإمارات العربية المتحدة السبت عن ارتفاع معدل الإنفاق الاستهلاكي بالبلاد بنحو 122% في خمس سنوات منتهية في 2007، نتيجة لفتح القطاع المصرفي الباب علي مصراعيه أمام عملاء الاقتراض. وتري الدائرة أن الإنفاق الاستهلاكي يعد من الإفرازات السلبية التي صاحبت الأداء الاقتصادي المتميز لدولة الإمارات خلال الفترة نفسها الذى وصل إلى 320 مليار درهم (87 مليار دولار). ويشكل حجم الإنفاق العائلي ما يقارب من نصف الناتج المحلي الإجمالي للدولة بعد أن ارتفع من 144 مليار درهم عام 2002 إلي 320 مليار درهم عام 2007 بمتوسط معدل نمو سنوي بلغ 18% وهو ما يعادل أكثر من ضعف معدل النمو الاقتصادي الحقيقي للدولة خلال الفترة نفسها. ويؤكد تقرير مصرف الإمارات المركزي، ارتفاع إجمالي حجم القروض الشخصية الاستهلاكية خلال الربع الأول من 2008 إلي نحو 48.4 مليار درهم مقابل 43.5 مليار درهم بنهاية 2007، بنسبة نمو تجاوزت 11%. وأفاد أنه رغم اختلاف الآراء حول أسباب نمو ظاهرة القروض الشخصية في المجتمع فإن هناك شبه إجماع على أن بعض البنوك هي المسئول الأول عن تفشي الظاهرة لأنها هي التي تمنح هذه القروض وتفتح الباب علي مصراعيه أمام عملاء الاقتراض حتي أصبحت القروض ثقافة مجتمعية لا يستغني عنها المواطن الإماراتي مع اختلاف توجهات الناس وأهدافهم تجاه مبلغ القرض. وأعلن أن القروض الشخصية الاستهلاكية وصلت إلي مستويات حرجة تتطلب ضرورة تشديد القيود على منحها ووضع معايير وضوابط جديدة لتحديد أجل وقيمة هذه القروض وفقا لمعطيات المرحلة خاصة بعد أن أسهمت في دفع معدلات التضخم إلي مستويات قياسية، كما أصبحت بعض البنوك تقدم قروضا تعادل 50 ضعف الراتب. والزيادة المفرطة في الإنفاق الاستهلاكي من شأنها - وفقا للمصدر - امتصاص جانب مهم من السيولة علي حساب الاستثمار المنتج حيث إن بعض التشوهات التي يعانيها الاقتصاد الإماراتي نتاج طبيعي للثقافة الاستهلاكية لبعض شرائح المجتمع. تشير إحصاءات شبه رسمية أن إنفاق الفرد في دولة الإمارات علي شراء المواد الاستهلاكية يزيد عن 7 أضعاف متوسط الإنفاق في بقية الدول العربية. وتمدد الإنفاق الاستهلاكي علي حساب الاستثمار والادخار ذات انعكاسات سلبية عديدة علي الاقتصاد المحلي خاصة في ظل اعتماد الدولة الخليجية علي استيراد 85% من احتياجاتها السلعية من الخارج، وتتصدر الدول العربية من حيث حجم الواردات، بحسب المصدر. ووفقا لدائرة التخطيط، فإن استمرار النزعة الاستهلاكية يفاقم من تدفق السيولة النقدية من السوق المحلية إلى الأسواق العالمية حيث تتحول المؤسسات الاقتصادية المحلية إلى مؤسسات مستوردة لسلع استهلاكية تعزز هذه النزعة. وتقدر إحصاءات شبه رسمية، متوسط إنفاق الفرد في دولة الإمارات علي شراء المواد الاستهلاكية بنحو 27 دولارا يوميا في حين يبلغ متوسط الإنفاق اليومي في بقية الدول العربية نحو 3.5 دولار. وهذه الفجوة مرشحة للاتساع ما دام أن هناك بعض الأطراف التي تسعى باستمرار إلى تكريس الأنماط الاستهلاكية والمبالغة في الإنفاق. ونتج عن مسح ميداني لإدارة الإحصاء حول دخل وإنفاق الأسر في إمارة أبوظبي منذ 2007 وحتي نهاية الربع الأول من 2008، فالإنفاق الاستهلاكي يستقطع نحو 60% من دخل الأسر بينما ترتفع هذه النسبة إلى 87% لدى الأسر التي يقل دخلها الشهري عن 10 آلاف درهم. (الدولار الأمريكي يساوي 3.67210 درهم) (كونا)