قامت مجموعة من أطباء كلية طب هارفارد في بوسطن بدراسة قوة الإدراك عند كبار السن المصابين بمرض البول السكري من النوع الثاني . وأكدت نتائج الدراسة التى تم نشرها بدورية جمعية "الشيخوخة الأمريكية" نتائج تقارير سابقة تشير أنه كلما طالت إصابة أي شخص بالبول السكري تفاقم التراجع الإداركي عنده عبر الوقت. و أكدت الدراسة ان كبار السن المصابين بالبول السكرى ربما يواجهون تراجعا أكبر في الإدراك مع تقدم العمر حيث إن نتائج الاختبارات الأولية للإدراك بالنسبة للرجال والنساء المصابين بالبول السكري جاءت سيئة وأظهرت تراجعا ملحوظا أكبر في اختبارات لاحقة. ومن أسباب ذلك أن البول السكري يمكن أن يدمر الأوعية الدموية التي تغذي المخ بما يعمل على تناقص تدفق الدم وبالتالي يساهم في المشاكل الإدراكية. ومن أسباب ذلك أيضا أن الأشخاص المصابين بالبول السكري لديهم في المعتاد مستويات عالية مزمنة من هرمون الأنسولين الذي ينظم السكر في الدم. تشير بعض البحوث أن تركيزات الأنسولين العالية ربما تزيد من مستويات بروتين بيتا أميلويد في الجسم الذي يتراكم ويشكل صفائح تظهر في خلايا مخ المصابين ب "ألزهايمر". والمعروف أن البول السكري يزيد من مخاطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحية الكبيرة وبينها أمراض القلب والفشل الكلوي. وقام الباحثون بإشراف الدكتورة أوليفيا أوكيريكي بفحص بيانات من إصدارات صحة الأطباء و صحة النساء وهما مشروعان أجريا لرصد صحة آلاف من الرجال والنساء الأمريكيين على مدى عدة سنوات وفى عدد من الولاياتالأمريكية . ودرس الباحثون الصلة بين البول السكري والخلل الإدراكي في أواخر العمر لدى 5907 رجال و 6326 امرأة. ومعظم المشاركين الذين أجرى عليهم البحث كانوا في أوائل السبعينيات من العمر عندما أجريت لهم تقييمات لأول مرة للذاكرة والتفكير والقدرات الإدراكية الأخرى وأجريت لهم اختبارات مرة أخرى بعد عامين تقريبا وأجري للنساء اختبارا ثالثا في غضون أربع سنوات. رويترز