استقطبت الدورة السادسة من مهرجان الفيلم المتوسطي القصير في طنجة بالمغرب إقبالا متزايدا في عدد الدول المشاركة وتنوع التجارب السينمائية و أيضا لناحية عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية. وجاء برنامج المهرجان هذا العام ليؤكد تميزه فهو المهرجان الوحيد الخاص بالفيلم القصير في المغرب رغم الاقتطاع الذي تم في ميزانيته في وقت يحاول فيه مهرجان طنجة تشجيع إنتاج الفيلم القصير المغربي مقارنة بجيران المغرب وخاصة الأوروبيين وتطور نتاجهم القصير. وافتتح المهرجان بالفيلم المصري القصير"شكاوى المصري الفصيح" لشادي عبد السلام وهو عبارة عن تحفة سينمائية وعن درس حقيقي في السينما وينتظر مشاركة 48 فيلما قصيرا في المسابقة الرسمية تتنافس على الجوائز الخمس للمهرجان. وتضم المسابقة الرسمية أفلاما من 19 دولة هي المغرب ولبنان والجزائر ومصر وسوريا وتونس وتركيا والبوسنة وكرواتيا وقبرص وصربيا والجبل الأسود وسلوفينيا وإسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال. أما الأفلام القصيرة العربية المشاركة ضمن المسابقة فهي من المغرب أربعة أفلام لكل من نوفل براوي "رحيل"ومحمد مفتكر "نشيد الجنازة"وعز العرب العلوي "ازروان"وعلي الطاهري "حلم - يقظة". وتشارك خمسة أفلام قصيرة من مصر في المسابقة هي "ليلة عيد" لأشرف عمر و"ساعة عصاري"لشريف البنداري و"هوس العمق" لأسامة العبد و"القاهرة"لعمر الوحاشي و"عين السمكة" لكريم الحكيم. كما يشارك فيلمان من لبنان:"ماريونيت" لركان ميازي وهو فيلم خرج و"سيدة البزاز" لأندري شماس فيما يشارك فيلم جود سعيد "مونولوغ"من سوريا إلى جانب ثلاثة أعمال من تونس:"السكات"لفاتن الحفناوي و"فوسكه"لسامي الحاج و"الخريف" لعلاء الدين سليم. ويترأس المخرج المغربي نبيل عيوش لجنة التحكيم لهذا العام فيما لا يزال فيلمه الأخير "لولا" قيد العرض في الصالات المغربية. ويشارك في عضوية لجنة التحكيم كل من الناقد المصري كمال رمزي والإسبانية ماريا كازورلا مارديكا المنتجة وزوجة المخرج المغربي حكيم نوري والممثلة الجزائرية ناديا سمير والأستاذ الجامعي والناقد السينمائي الفرنسي جاك كيرمابون. ويشارك في اللجنة من المغرب أيضا الكاتبة ومغنية الملحون ثريا الحضروي والصحافي كريم البخاري رئيس تحرير مجلة "تيل كيل" المغربية. ويقدم المهرجان كالعادة تظاهرة "بانوراما السينما المغربية" وتضم هذا العام 49 فيلما يتميز القليل جدا منها في عدد أقصاه 5 أفلام تؤخذ لاحقا في العديد من المهرجانات السينمائية العربية والأوروبية. ويكشف المهرجان أحيانا عن مواهب سينمائية من بلدان صغيرة تزدهر فيها أعمال الفيلم القصير مثل قبرص ومالطة واليونان والبوسنة وصربيا كما يتيح للمتخصص المغربي فرصة مشاهدة أفلام من الضفة الأخرى للمتوسط من أوروبا التي عادة ما تكون متفوقة في الطرح وفي التقنيات. ويمنح المهرجان 5 جوائز أولها الجائزة الكبرى وحازها العام الماضي الفيلم اللبناني "الدرس الخاص"لفيليب سقف وجائزة لجنة التحكيم بجانب جائزة أفضل سيناريو ونالها العام الماضي المخرج المغربي محمد مفتكر عن فيلمه "آخر الشهر". كما يمنح المهرجان جائزتين للتمثيل ويتضمن تظاهرة متنقلة وعامة في مدينة طنجة وضواحيها تعرض الفيلم المغربي القصير. أما درس السينما الذي بات عادة دولية درجت عليها مهرجانات السينما العربية والدولية الصغيرة منها والكبيرة فيعطيه هذا العام في طنجة المخرج السنغالي بين ديوكاي بيي ويمحور حول "الفضاء الفيلمي من خلال الفضاء الجغرافي". (د ب أ )