تنتظر شويتا كوماري بفارغ الصبر طرح السيارة نانو الجديدة التي تنتجها شركة تاتا موتور في الأسواق في مومباي في وقت لاحق هذا العام. والسيارة نانو التي ستباع بنحو 2500 دولار سيكون سعرها أقل من نصف سعرأرخص سيارة موجودة في السوق الآن وسيكون في مقدور كوماري التي تعمل في مجال البرمجيات شراؤها. وتقول كوماري التي تشارك زوجها في سيارته حاليا "سيمكنني توصيل أطفالي إلى المدرسة والذهاب إلى عملي ثم الذهاب للتسوق بارتياح أكبر." لكن بعض خبراء البيئة يخشون من طرح مئات الآلاف من السيارات الرخيصة في الشوارع الملوثة المزدحمة بالفعل في مختلف أرجاء العالم في السنوات القليلة المقبلة. وقال انوميتا رويتشودوري مساعد مدير مركز العلوم والبيئة في نيودلهي "في إطار السياسة الراهنة وإطار العمل التنظيمي سيكون طرح السيارات الصغيرة بمثابة كارثة." ولكن صناع السيارات الذين يتطلعون بقلق لتراجع مبيعاتهم في أسواق الدول المتقدمة لا يرون ذلك. ويقولون إن السيارات الصغيرة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود تعد خيارا أقل إضرارا بالبيئة من سيارات الدفع الرباعي الرياضية الكبيرة التي تحرق كميات كبيرة من البنزين مع ارتفاع سعر النفط فوق مستوى 130 دولارا للبرميل ومع تزايد أعداد راكبي السيارات بسرعة كبيرة في أسواق صاعدة مثل الصين والهند وروسيا. وتقول تاتا موتورز التي كشفت النقاب عن سيارتها الصغيرة نانو التي قوبلت باستقبال حافل في يناير كانون الثاني إن أرخص سيارة في العالم تلتزم بأكثر المعايير البيئية صرامة وتصميمها يوفر أعلى كفاءة في استهلاك الوقود إذ تسير 20 كيلومترا بلتر واحد من البنزين. والسيارة التي تباع لدى الموزعين بسعر مئة الف روبية (2330 دولارا) ستكون انبعاثاتها من العادم داخل إطار المسموح به في الهند. وتقول تاتا موتور في موقع السيارة الجديدة على الانترنت إنها أقل تلويثا للبيئة من الدراجات النارية. وقال موهيت ارورا العضو المنتدب للهند في جيه.دي باور اسيا والمحيط الهادي "القلق يتعلق أساسا بالعدد." وأضاف "قد تكون أكثر كفاءة في استهلاك الوقود من السيارات الأكبر لكنها ستبعث الكربون وأكسيد النيتروجين.. وهذا عامل قلق قائم." أرقام مذهلة فمازال ثمانية فقط من كل ألف في الهند يملكون سيارات. وفي الصين نحو 20 من كل ألف وفي اليابان والولايات المتحدة يملك نحو 450 من كل ألف سيارة خاصة. وكل يوم تضاف نحو 17 الف سيارة جديدة الى شوارع الصين المكدسة بالفعل في حين من المتوقع ان ترتفع مبيعات السيارات في الهند بنحو 50 بالمئة على مدى ثلاث سنوات. ومثل هذه القفزة في النمو ستتطلب اعادة نظر من جانب صناع السيارات. وقال ستيف هاوارد الرئيس التنفيذي لمنظمة كلايمت جروب البيئية في بريطانيا "على مدى من خمس سنوات الى 15 سنة سيدفع التطور التكنولوجي والضغوط المعنوية والضغوط التنظيمية وارتفاع أسعار النفط حتى صناع السيارات الفاخرة لإعادة النظر في محركاتهم." والهند من الدول التي حققت السبق في مجال إنتاج السيارات منخفضة التكلفة وتبذل ما في وسعها للترويج لالتزامها بالمعايير البيئية. وتقول شركة باجاج أوتو الهندية لصناعة الدراجات النارية إن سيارتها التي يبلغ سعرها 2500 دولار والتي ستنتجها بالاشتراك مع رينو ونيسان موتور تهدف لتحقيق معدل كفاءة في استهلاك الوقود يبلغ 30 كيلومترا للتر أي ضعف المتوسط في السيارات الصغيرة وانبعاثات عادم بمعدل مئة جرام للكيلومتر. وقال راجيف باجاج العضو المنتدب بالشركة "هذا سيجعلها متفوقة على السيارات حتى في الاتحاد الأوربي الذي يرغب في خفض انبعاثات العادم الى 120 جراما للكيلومتر (اعتبارا من عام 2010) ومعدل 180 جراما للكيلومتر الذي تدافع عنه الهند." والطاقة الإنتاجية الأولية لمشروع باجاج ستبلغ 400 الف وحدة في حين تتوقع تاتا طلبا قدره مليون وحدة على السيارة نانو. (الدولار يساوي 42.9 روبية) ( رويترز )