أكد فرانكو فراتينى وزير خارجية إيطاليا أن زيارة الرئيس حسنى مبارك لروما التى تبدأ الإثنين تأتى تتويجا لعلاقات ثرية ومكثفة بين مصر وإيطاليا سواء على المستوى الثنائى أو على صعيد التعاون الوثيق حول السياسة الخارجية والموضوعات والقضايا الرئيسية فى العالم . وأضاف فراتينى أن العلاقات الممتازة بين البلدين تشهد تقدما مستمرا وتتسم دائما بالقوة والتقارب وبتوافق يرتكز على رؤية مشتركة ذات جذور عميقة نسعى لتقويتها من منطلق قناعتنا أن مصر محور جهود السلام فى الشرق الأوسط وتمثل نقطة ارتكاز قوية وجوهرية ليس فقط على صعيد تعاون يهدف للاستقرار فى المنطقة ولكن أيضا تلبية لتحقيق مبادرة مشتركة فى إطار اقتصادى وتجارى من أجل تنمية ورخاء البلدين . ووصف فراتينى العلاقات الاقتصادية والتجارية وفى قطاع التعاون الصناعى بين مصر وإيطاليا أنها راسخة وتحظى بمكانة مهمة، مؤكدا أنها ستشهد دفعة قوية من خلال مشاركة وزراء الخارجية والثقافة والنقل والزراعة والاقتصاد من البلدين فى لقاء القمة بين مبارك ورئيس الوزراء الإيطالى سلفيو بيرلسكونى . وأشار أنه سيتم توقيع 6 اتفاقيات خلال القمة من بينها مذكرة تفاهم حول "شراكة استراتيجية قوية" وحول التعاون فى القطاع البحرى وصناعة الصيد وترميم المتحف المصرى واتفاق يتعلق بإنشاء جامعة مصرية إيطالية . وأضاف أنه سيتم خلال القمة إعلان عام 2009 المقبل عام إيطاليا مصر للعلوم والتكنولوجيا , كما سيواكب عقد القمة اجتماع موسع لمجلس رجال الأعمال الإيطالى المصرى . وأوضح وزير الخارجية الإيطالى أن العلاقات الثنائية بين البلدين ممتازة على كافة الأصعدة, خاصة الاقتصادية والتجارية المتنامية حيث بلغ حجم التبادل التجارى خلال عام 2007 أكثر من 4 مليارات يورو بزيادة نسبية على أساس سنوى قدرها 7 % . وتعد إيطاليا أحد أهم شركاء مصر كما أنها أكثر البلدان الأوربية استثمارا فى مصر خاصة فى القطاع الاستراتيجى فى البترول والغاز , سواء فى عمليات التنقيب أو استخراج البترول . ودعا الى زيادة معدل نمو التعاون الثنائى فى مجال التزود بالطاقة بالنظر الى احتياجات السوق الإيطالى على المدى المتوسط والبعيد . وأضاف فراتينى أنه سوف يتم خلال القمة إرساء آليات لفتح الطرق أمام مزيد من المبادرات المشتركة لتوسيع مجالات التعاون فى المجال الصناعى والغذاء الزراعى والخدمات وبناء منشآت صناعية وبترولية ذلك فضلا عن قطاع البترول والميكنة والتي يمكن تقديمها لمصر عبر صيغ من التعاون المفيد لمصلحة البلدين وهو ما يمكن أن يمتد أيضا الى قطاع التكنولوجيا الرفيعة . وعلى صعيد العلاقات الثقافية أعرب فراتيني عن سعادته بزيادة إقبال الشباب المصرى على تعلم اللغة الإيطالية خاصة بعد أن وصل عدد الطلاب المنتظمين فى دورات اللغة بالمركز الثقافى الإيطالى بالقاهرة نحو 823 طالبا خلال العام الماضى ما يعكس زيادة الاهتمام بتعلم هذه اللغة فى مصر . وأكد الوزير الإيطالي أن توقيع مبارك وبرلسكوني ل "مذكرة تفاهم حول الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين من شأنها أن تحقق طفرة نوعية فى العلاقات من خلال نظام ثابت للمشاورات والاجتماعات الدورية السنوية بين الحكومتين, مشيرا أن إيطاليا هى أول دولة أوربية وغربية تحقق هذا النوع من التعاون . وأشار الى ما أعلنه مبارك فى أكثر من مناسبة من الرغبة فى الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين لتكون مثلا يحتذى لإطلاق علاقة أوربية متوسطية قوية وحقيقية , وقال برلسكونى إن قمة مبارك بيرلسكونى تأتى لتحقيق هذا الهدف لصالح البلدين . وأكد فراتيني أن الاعتراف الدولى بكفاءة ومكانة وثقل مصر وإيطاليا تدفعهما تلقائيا لتعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها الى شراكة استراتيجية . من جانبه،صرح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أن زيارة الرئيس مبارك إلى روما تكتسب أهمية خاصة فى ضوء أنها أول زيارة رسمية لزعيم عربى إايطاليا بعد تولى برلسكونى مهام منصبه . وأوضح أبو الغيط أن المشاركة الاستراتيجية المزمع اطلاقها بين البلدين تأتى على غرار ما هو متبع بين إيطاليا وعدد محدود من الدول الأوربية (فرنسا بريطانيا ألمانياإسبانيا بالإضافة إلى روسيا) الأمر الذى يوضح التقدير الإيطالى الكبير لمصر وقيادتها . وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط -فى تصريحات له السبت- إنه من المنتظر أن تشهد زيارة مبارك إلى إيطاليا دفعة للعلاقات التجارية بين البلدين خاصة وأن إيطاليا هى الشريك التجارى الأول لمصر على الصعيد الأوربى بالإضافة إلى الاهتمام المتزايد الذى تبديه الشركات الإيطالية للاستثمار فى مصر. وأوضح وزير الخارجية أن المباحثات بين القيادتين ستتناول كافة القضايا الثنائية وكذلك القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها ملف عملية السلام والعراق ولبنان بالإضافة إلى سبل دفع عملية التعاون الأورومتوسطى بما فى ذلك مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط . وأشار وزير الخارجية أن الرئيس مبارك سيشارك فى المؤتمر رفيع المستوى المعنى بالأمن الغذائى وتحديات التغير المناخى والذى تعقده منظمة الأغذية والزراعة فى روما فى الفترة من 3 إلى 5 يونيو 2008 حيث سيكون الرئيس أول المتحدثين من الرؤساء المشاركين فى هذا الحدث الذى يشارك فيه حوالى 30 رئيس دولة وحكومة، وسيجرى الرئيس مباحثات ثنائية مكثفة مع قادة وزعماء الدول ورؤساء المنظمات الدولية المشاركة فى المؤتمر. وسيلتقي مبارك خلال المؤتمر برئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا لبحث عملية السلام فى الشرق الأوسط والتعاون الثنائى بين البلدين. (أ.ش.أ)