شهدت العاصمة التشيكية "براغ" ليلة الخميس أول عرض لمسرحية "الرحيل" الذى عاد بها الرئيس التشيكي السابق والكاتب المسرحي المعارض في الحقبة الشيوعية "فاتسلاف هافيل" إلى المسرح. مسرحية "الرحيل" أول ما يقدمه هافيل للجمهور منذ عشرين عاما ، ويؤكد أحد أصدقاء الرئيس السابق أن المسرحية أفضل ما كتب هافيل . وتدور المسرحية في إطار سياسي حول مستشار يجبرعلى ترك الفيلا التي خصصتها له الحكومة لتتبدل بعد ذلك أخلاقه ومبادئه ويتحول ريجر الذي كان زعيما وصاحب مبادئ إلى شخص ضعيف أناني يتخلى عن قيمه ويستسلم لابتزازات قيادة جديدة. ويعكس العمل الذي يمزج الملهاة بالمأساة حالة الانهيار الأخلاقي التي صاحبت الثورات المأساوية التي شهدتها وسط أوروبا على مدار تاريخها المؤلم خلال القرن العشرين . وقال "هافيل" للصحفيين قبل العرض إن العمل يعتمد على تجارب في عالم منحل تنهار فيه القيم ويضيع فيه الإحساس بالأمان. وبدأ "هافيل" كتابة المسرحية عام 1989 حيث استوحاها من حركة "ربيع براغ" عام 1968 التي كانت تهدف لإصلاح النظام الشيوعي. لكنه احتفظ بها ولم ينشرها عند الانتهاء منها فى وقت لاحق من نفس العام لأنه اعتبر أن الموضوع "فات أوانه" حيث اندلعت الثورة المخملية في تشيكوسلوفاكيا حينئذ وأسقطت الحكم الشيوعي وأتت به لمقعد الرئاسة. وبعد أن ترك الحكم عام 2003 بعد 13 عاما بدأ يعيد النظر في مسودة المسرحية التي ظلت حبيسة الأدراج طوال تلك الفترة. وانتقد هافيل في مسرحيته من فترة حكمه التي شهدت تحول البلاد من الاقتصاد الموجه الشيوعي إلى اقتصاد السوق الرأسمالي وما شاب هذا التحول من عمليات اختلاس وفساد. وعهد هافيل بإخراج المسرحية للمخرج الشهير "ديفيد رادوك" صاحب الجوائز ونجل المخرج المسرحي التشيكي الأسطوري "ألفريد رادوك" الذي توفي عام 1976 بينما كان يستعد لتقديم مسرحيات "هافيل" المؤلفة من فصل واحد في فيينا. د ب أ