استأنفت المحكمة الجنائية العليا في العراق الثلاثاء جلسات محاكمة نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز وستة من مسئولي النظام السابق في قضية "إعدام التجار" عام 1992 , وذلك برئاسة القاضي الكردى رؤوف رشيد عبد الرحمن الذي أصدر حكم الإعدام على صدام حسين فى قضية الدجيل . و قد دعا ممثل الادعاء في محاكمة نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز إلى توقيع عقوبة قاسية لشفاء غليل قلوب ارامل عشرات التجار الذين ساعد في اعدامهم. وقدم عزيز للمحاكمة في الشهر الماضي لكن القضية تأجلت حتى يوم الثلاثاء. وقتل التجار بعد اتهامهم بانتهاك القيود على الأسعار في أعقاب العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة على العراق في التسعينات. ودخل عزيز إلى قاعة المحكمة وهو يرتدي حلة رمادية بمساعدة عصاة للسير في تباين كبير عن مظهر الدبلوماسي الواثق من نفسه الذي يدخن السيجار والذي كان يتحدث الانجليزية بطلاقة وكان يتمتع بأعصاب قوية ومهارات تفاوضية في ازمات العراق. وانضم اليه سبعة متهمين في القضية. وتشير التقارير إلى اعتلال صحة عزيز البالغ من العمر 72 عاما. ولم يحضر المحامون الذين يدافعون عنه لكن لم يعرف سبب ذلك. وقال ممثل الادعاء عدنان علي انه يطالب المحكمة بأن تقرر العقاب المناسب الذي يشفي غليل قلوب الارامل ، وأضاف ان بعض افراد عائلات التجار قتلوا. وقال انه كانت هناك حملة منظمة تم تدبيرها تحت جنح الظلام وكان اشرارها هم اعضاء مجلس قيادة الثورة وأجهزة الأمن ويحاكم بالإضافة إلى طارق عزيز فى هذه القضية ستة متهمين آخرين أبرزهم علي حسن المجيد الملقب باسم "علي الكيمائي" ابن عم الرئيس العراقي الراحل صدام الذى حكم عليه بالاعدام فى قضية الأنفال . شاهد على عمليات الاعدام و قال شاهد في محاكمة طارق عزيز أحد كبار مساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين ان قوات الأمن العراقية في عهد صدام أعدمت تجارا لانتهاكهم القيود المفروضة على الاسعار ثم حرمت اسرهم من تنظيم جنازات مناسبة لهم. وتم اعدامهم بعد اتهامهم بانتهاك القيود التي فرضت على الاسعار في اعقاب فرض الاممالمتحدة عقوبات على العراق في التسعينات. وقال الشاهد عبد الامير جبار نادر ان أحد أشقائه ووالده الذي كان يبلغ آنذاك 75 عاما اعدما مع تجار اخرين. وبعد السؤال عن مصيرهما تم ابلاغه بأن اقاربه في المشرحة وانه يجب عدم تنظيم جنازة لهما. وقال عبد الامير للمحكمة "في ذلك اليوم قيدت قوات الأمن التجار على أعمدة وقالت (انهم تجار جشعون وبصقت عليهم)." وتعتبر هذه المحاكمة رابع المحاكمات الرئيسية في العراق لرموز النظام السابق بعد محكمة الدجيل التى أعدم فيها صدام حسين ونائبه طه ياسين رمضان بالإضافة إلى برزان التكريتى ومحكمة الأنفال التى لم تنفذ أحكام الأعدام الصادرة فيها حتى الآن ومحكمة الانتفاضة الشعبانية . (أ ش أ/ رويترز)