الممثلة الفرنسية كاترين دونوف تتحدث عن فيلمها حيث قالت إن هذة التجربة كانت خاصة جدا وغريبة أولا لأن لبنان بلد كنت أرغب في زيارته منذ فترة طويلة وثانيا لأن العمل على المشروع أتاح لي تحقيق رغبة ذاتية في عمل فيلم يثبت بالصورة حال هذه القرى المدمرة". بهذه العبارات أشارت النجمة الفرنسية كاترين دونوف الى تجربتها في فيلم "بدي شوف" اللبناني الذي أخرجته جوانا حجي توما وخليل جريج وعرض السبت والاحد في احتفال "نظرة خاصة" في إطار الدورة ال61 لمهرجان كان السينمائي الدولي. وتقول دونوف لوكالة فرانس برس "حين دخلت هذا المشروع كان الوقت حرجا جدا بالنسبة للبنان وهو بدا لي وسيلة مهمة لفعل شيء من أجل هذا البلد الذي كان يمر بظروف صعبة ورأيت أن الذهاب الى هناك أفضل من عمل تصريحات حين تطرح علي أسئلة عن الشرق الأوسط". وتعاطف الجمهور مع عرض الأمس ووقف لدقائق طويلة مصفقا للفيلم الذي وصفه مخرجاه خليل جريج وجوانا حجي توما بأنه "مغامرة" تطرح سؤالا حول كيفية تصوير الحرب ومن أي وجهة نظر يمكن تناولها. "حين بدأنا الفيلم لم نكن نعرف الى أين نحن ذاهبون رغم كوننا وضعنا السيناريو وخطوطا عريضة لم نكن نعرف الى أين ستقودنا المغامرة" . ويجمع الفيلم بين دونوف والممثل اللبناني ربيع مروة حيث يقومان سوية بزيارة لقرى جنوب لبنان بعد نحو عام على تدميرها خلال حرب صيف 2006. ويتم تصوير الممثلين خلال الطريق الى الجنوب داخل السيارة. وعن مشاركته البطولة لكاترين دونوف فيقول ربيع مروة إن الأمر كان صعبا وهينا ف"كاترين كريمة وساعدتني على التكلم بالفرنسية وكما أن خبرتها الواسعة تعدي من بجانبها وكان من الممتع جدا العمل معها". وأضاف مروة "الكلام بالفرنسية والارتجال بها في بعض المواقف لم يكن هينا وكان علي أن أعرف كيف اتعاطى مع دونوف بما تمثله من تاريخ السينما". وتقول دونوف "رأيت في جنوب لبنان أشياء أثرت بي كثيرا فأنا ولدت في نهاية الحرب العالمية الثانية ولم أر في حياتي قرية مدمرة ولم أكن استطيع أن اتخيل أنه يمكن لنا أن نرى أشياء مثل ستائر تطير في الهواء أو أحذية مبعثرة أو العاب ممزقة... لممت أشياء واحتفظت به". وعبرت دونوف لفرانس برس عن رغبتها في العودة الى لبنان وقالت ممازحة "سنصور جزءا ثانيا من الفيلم بعنوان +العودة الى لبنان+ يمكن أن يشكل حكاية جديدة لكني لا أعرف اذا ما كان المخرجان راغبين في ذلك". وشددت دونوف على انفتاحها على كل أنواع العمل السينمائي مؤكدة "أنا دائما أذهب الى المغامرة لكن ليس كل المغامرات". ويتوقع أن تعود النجمة الفرنسية الى بيروت عند إطلاق الفيلم في الخريف المقبل كما كشفت مصادر الإنتاج. ويقترح "بدي شوف" الذي يستغرق ساعة وربع الساعة مقاربة تريد أن تذهب بالحرب الى مكان آخر يلتزم صورة مغايرة لما ينقله التلفزيون. وتم التصوير أولا على أساس فيلم قصير رسمت كل خطوطه وترك فيه هامش للارتجال في قلب الحوارات التي تدور جميعا داخل سيارة تدور على مشهد الدمار وتحكيه أكثر مما تصوره. ويطرح "بدي شوف" سؤالا: ما الذي تستطيعه السينما حيال الحرب وكيف يمكن أن تصور ما خلفته بواقعية ؟. ويعتبر الرهان الذي يلتزمه الفيلم كبيرا فالثنائي جوانا حجي توما وخليل جريج ينتميان الى جيل سينما المؤلف الذي ولد بعد الحرب الأهلية وهما يحاولان إيجاد لغة سينمائية مختلفة عن السائد تظل في عملية بحث عن ذاتها وتولد من المساءلة. هذا البحث يتجسد في عمل جدير بالاهتمام لكنه ليس دائما بحجم الطموحات وقد ظهر ذلك واضحا في المقاطع المضافة للفيلم في نسخته القصيرة والتي لم ينجح المخرجان رغم محاولتهما في جعلها جزءا من الهيكل الأساسي. وقد ظلت هذه المقاطع نافرة لا تدخل كما ينبغي في النسيج الأساسي للعمل وهي بالتالي تضعف منه بدلا من أن تضيف إليه. "بدي شوف" هو الفيلم الروائي الثالث للثنائي حجي توما وجريج بعد "يوم آخر" و"البيت الزهر" إضافة الى أعمال وثائقية وقصيرة. (أ ف ب)