افتتحت مساء الجمعة فى العاصمة القطرية الدوحة جلسات الحوار الوطني اللبنانى بين الأطراف المتنازعة بهدف إنهاء الأزمة السياسية الراهنة في لبنان. ووجه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني كلمة إلى الزعماء اللبنانيين المتناحرين في الجلسة الافتتاحية لمحادثات الدوحة التي تأتي بعد توصل الوسطاء العرب بقيادة رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يوم الخميس إلى اتفاق لإنهاء أسوأ قتال يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 . و قد وصل زعماء لبنان إلى قطر سعيا لإنهاء الأزمة السياسية في إطار الاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة الوزارية العربية الخميس وأدى إلى إنهاء القتال الداخلي الذي بدأ قبل أيام. ويحظى الحوار بدعم سوريا بحسب ما أعلنه وزير خارجيتها وليد المعلم الذي صرح أن بلاده تراه "فرصة حقيقية لإنقاذ لبنان من المخاطر التي تتهدده". ومن المتوقع أن يحاول زعماء التحالف الحكومي والمعارضة التي يتقدمها حزب الله إبرام اتفاق لإنهاء الأزمة التي شلت الحكومة طوال 18 شهرا وتركت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وقد أبرمت مهمة وساطة الجامعة العربية الخميس اتفاقا لإنهاء الاقتتال بين مؤيدي التحالف الحاكم المدعوم من الولاياتالمتحدة وحزب الله المدعوم من سوريا وإيران ، وحسب الاتفاق وافق الجانبان على الاجتماع في قطر. وقالت مصادر سياسية الجمعة إن المحادثات الفعلية في العاصمة القطرية الدوحة لن تبدأ على الأرجح قبل السبت. كان مقاتلو "حزب الله" سيطروا على أجزاء من بيروت وهزموا المسلحين السنة والدروز الموالين للحكومة في القتال الذي أدى إلى سقوط 81 قتيلا قبل أن يعيدوا تسليم المناطق مرة أخرى إلى الجيش اللبناني ، وجاء موقف حزب الله بعد قرارين أصدرتهما الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة ويتعلقان بتفكيك شبكة الاتصالات الخاصة به وإقالة مدير أمن مطار بيروت المقرب من الحزب الذي اعتبرهما "حزب الله " اعتداء على أسلحة المقاومة لإسرائيل وبمثابة إعلان حرب. وأجبر حزب الله الحكومة على التراجع وإلغاء القرارين. ويبدو أن الائتلاف الحكومي أيضا تنازل عن مطلبه بانتخاب رئيس جديد للبنان قبل الحوار حول شكل الحكومة الجديدة وقانون انتخاب برلماني جديد وهما بندان سيكونان على طاولة الحوار في قطر. وقال نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني وأحد زعماء المعارضة البارزين "إن الأجواء جيدة وسنسعى جهدنا للوصول إلى حل لمصلحة كل اللبنانيين". وتطالب المعارضة بتمثيل أفضل في الحكومة التي يسيطر عليها تحالف مناهض للنفوذ السوري في لبنان بينما يتهم التحالف الحكومي المعارضة بمحاولة إعادة الهيمنة السورية على لبنان التي انتهت عام 2005. فقد أجبر الضغط الدولي في ذلك العام سوريا على سحب قواتها من البلاد بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وقد يؤدي الاتفاق إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد بعد أن اتفق طرفا الصراع بالفعل على ترشيحه للمنصب الذي ينبغي أن يتولاه مسيحيا مارونيا وفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان، وبموجب الاتفاق ستنهي المعارضة احتجاجها الذي أقفل وسط بيروت منذ ديسمبر كانون الأول عام 2006. (رويترز)