"قد يكون عدد سكان إسرائيل أكثر بقليل من سبعة ملايين ، ولكن عندما تواجهون الإرهاب والشر تصبحون 307 مليونا لأن الولاياتالمتحدة تقف معكم".. جاء هذا ضمن تصريحات الرئيس الأمريكى جورج بوش فى مستهل زيارته للمشاركة في احتفالات الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل .. مؤكدا دعم بلاده "الثابت" لإسرائيل- والتى وصفها بأقرب حليف وصديق لبلاده في الشرق الأوسط - في مواجهة قوى "الإرهاب والشر" -على حد زعمه -. و مبديا تصميمه على مواصلة جهوده من أجل التوصل الى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين . واعتبربوش أن الدولة العبرية هي دليل على أن الديموقراطية يمكن أن تنجح في الشرق الأوسط. ووجه بوش فى خطاب القاه أمام المؤتمر المقام بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل الشكر إلى الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز ورئيس الوزراء ايهود اولمرت على دعوتهما لإلقائه خطابا أمام الكنيست الإسرائيلى . بوش تحدث فى خطابه عن اليوم الذى يعتقد أن كل طفل فى الشرق الاوسط يمكن أن يعيش فى سلام وحرية مضيفا أنه يعلم أن هذا اليوم سيأتى وعندما يحين هذا اليوم ستكون الولاياتالمتحدة فى جانب إسرائيل. واستعرض الرئيس الأمريكى جورج بوش تاريخ تأسيس دولة إسرائيل قائلا إنه لمن المفيد فى هذه المناسبة التى نحتفل بها أن نسترجع قصة قيام هذه الدولة ، مضيفا أنه عندما اجتمع مؤسسو إسرائيل فى تل أبيب لتوقيع إعلان قيام دولة إسرائيل لاحت غيوم الحرب ولكنها لم تستطع أن تحجب فرحة الناس الذين عاشوا ليروا صلاوتهم وهى تستجاب. وتابع بوش إن الاحتفالات حينها انطلقت عبر أنحاء الأراضى الإسرائيلية وفى أمريكا بالطبع أيضا رقص الشباب من الجنسين فى شوارع نيويورك وفى واشنطن اجتمع حشد لمتابعة مراسم رفع العلم الإسرائيلى فوق المبنى الذى سيصبح أول سفارة لإسرائيل. وقال الرئيس الأمريكى إنه اذا نظرنا إلى ستين عاما للوراء فمن الجدير أن نتذكر ما كان على مؤسسى هذه الدولة أن يتغلبوا عليه فى كل مرحلة من الرحلة مشيرا إلى اأهم أسسوا إحدى الديمقراطيات العظيمة فى العالم فى منطقة توجد للديمقراطية بها جذور قليلة – على حد وصفه - وأضاف إنهم شكلوا جيشا موحدا من المهاجرين واللاجئين من دول مختلفة وزرعوا بذور اقتصاد حديث فى رمال صحراء جرداء. من جهته قال بيريز إن بوش وقف أكثر من أي شخص آخر الى جانبنا في السراء والضراء. زيارة بوش لتهنئة إسرائيل ، تأتى فيما انطلقت فعاليات إحياء الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني.. حيث أعلن الحداد العام ورفعت أعلام فلسطين والرايات السوداء فوق أسطح المؤسسات العامة والمنازل في حين تم تنظيم إضراب جزئي إضافة الى تنظيم اعتصامات في مراكز المدن والساحات الرئيسية. كما أعلنت ''اللجنة الوطنية الفلسطينية العليا لإحياء ذكرى النكبة'' عن انطلاق فعاليات إحياء ذكرى ''النكبة'' والتي تنظمها اللجنة والقوى الفلسطينية بإعلان الحداد العام والإضراب الجزئي. وشيدت اللجنة العليا الفلسطينية لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية مخيما في رام الله أطلقت عليه اسم ''مخيم العودة'' لإقامة فعاليات مختلفة للتذكير بالنكبة الفلسطينية على مدى عشرة أيام . وأحيط المخيم بشريط أبيض كتبت عليه أسماء 533 قرية ومدينة فلسطينية كانت موجودة قبل عام 1948، وكتب الى جانب كل قرية ومدينة معلومات عن مساحتها، وبعضها كتب الى جانبه أسماء الأماكن الإسرائيلية التي حلت مكانها. مقاطعة الخطاب على جانب آخر أعلن نواب أحزاب عربية إسرائيلية نيتهم مقاطعة جلسة الكنيست والتى يلقي خلالها الرئيس الأمريكي جورج بوش خطابا في الذكرى الستين لقيام دولة إسرائيل.والتى توافق ذكرى – النكبة- بالنسبة الى الفلسطينيين المتمثلة بقيام إسرائيل في 1948 على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين. وفى الوقت الذى لفت بوش في معرض كلامه إلى أن ستين عاما من وجود إسرائيل تمثل بحد ذاتها سببا يدعو للتفاؤل بحدوث التغيير الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط ، شكك آخرون بجدوى زيارته التي وصفتها تصريحات فلسطينية بأنها تأتي "للاحتفال بإراقة الدم الفلسطيني" على مدى ستين عاما. فيما يرى البعض أن الاحتفالات التي تقيمها إسرائيل، في ذكرى احتلال فلسطين، وبحضور الرئيس الأمريكي جورج بوش، تأتي تأكيداً على عمق الأزمة التي تعيشها إسرائيل، ومدي شعورها بالخطر الذي يستهدفها كجسم غريب عن المنطقة العربية.