أكد أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية الدكتور أحمد الجويلي ، أن الاقتصاد العربي يتقدم ليتعدى الناتج الإجمالي للمشروعات العربية تريليون دولار لأول مرة بالرغم من الاضطرابات والمعارك السياسية التي تشهدها المنطقة العربية. وأضاف - خلال ندوة تحت عنوان "القدرة التنافسية للاقتصاديات العربية " في مكتبة الإسكندرية ، أن لتقدم الاقتصاد العربي انعكاسات ظهرت في ميادين كثيرة منها زيادة نصيب الفرد من الناتج الإجمالي وارتفاع معدلات النمو وتحسن حركة التجارة والتي وصل حجمها بين الدول العربية 17 مليار دولار خلال عام 2007. وأوضح أن تراجع البحث العلمي والقدرات التكنولوجية للعالم العربي والتكنولوجيا تعتبر العوامل الرئيسة وراء انخفاض القدرة التنافسية للاقتصاد العربي ، مشيرا إلى أن ميزانية البحث العلمي في العالم العربي لا تزيد نسبتها عن 0.4% من الميزانيات العامة التي تقدمها الدول لدعم التطور في مجال التكنولوجيا والأبحاث المتقدمة مما أدى إلى الاعتماد علي الاستيراد وتراجع القدرة العربية على تحقيق الاكتفاء الذاتي بمجالات صناعية وتنموية متعددة بالإضافة إلى حدوث الفجوة الغذائية. وقال أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، إن الغلاء أصبح ظاهرة عالمية تعانى منها دول العالم أجمع وترتبط بجملة من المشكلات منها نقص الغذاء وشح المياه وتوفير مصادر بديلة للطاقة والاتجاه لإنتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الغذائية. وأضاف أن التغيرات المناخية تشكل تحديا أكبر وأعمق سيؤثر بكافة الاتجاهات والميادين ومنها الموارد المائية والزراعة والغذاء، مؤكدا أن السبيل للخروج من ذلك المأزق هو إجراء الأبحاث العلمية المتطورة وإيجاد أصناف وسلالات جديدة تحقق الأمن الغذائي. وأكد أن العالم العربي يمتلك القدرات المادية والموارد المالية التي تمكنه من بناء نهضة اقتصادية فهو ينتج يوميا ما يزيد عن 23 مليون برميل نفط ويشكل البترول 70% من صادرته ، مشيرا إلى أهمية إيجاد التكامل بين الخطط الاستثمارية والتنموية وتطوير منظومة النقل والمواصلات بين الدول العربية النهوض وتنشيط الاستثمارات في مجال التجارة الخدمية. وأشار إلى أن الاقتصاد العربي بالرغم من تحسنه إلا أنه يواجه تحديات هيكلية ، متسائلا هل يمكن يكتفي العرب ذاتيا في احتياجاتهم الغذائية وتوفير الموارد المائية اللازمة لهم ؟ فالعرب يستوردون سنويا 75 بليون طن غذاء تمثل كافة أصناف الطعام وتشكل الحبوب 50 طنا منها ما عدا الأسماك التي يكون هناك فائض منها. وقال إن العالم العربي يواجه تحديا آخر يتمثل في ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما ويمثلون 60 % من العاطلين في الدول العربية ويبلغ عددهم 20 مليون فرد لابد أن توظف طاقاتهم لخدمة المشروعات الاستثمارية. (أ ش أ)