أكد الرئيس حسني مبارك أن إصلاح منظومة التعليم بمختلف مراحله كل لا يتجزأ , كما أنه عملية مستمرة, كباقي مسارات الإصلاح ومحاوره . وأشار الرئيس مبارك في كلمته في افتتاح المؤتمر إلى أنه كلف الحكومة بعقد هذا المؤتمر حول تطوير التعليم قبل الجامعي لصلته الوثيقة بتطوير التعليم العالي ودعوتها لأن تطرح أمام المؤتمر قضية "الثانوية العامة" بما تمثله من ضغوط على الأسر المصرية، وفي علاقتها بتطوير النظام الحالي للقبول بالجامعات. وطالب الرئيس مبارك المؤتمر بأن يشخص الوضع الراهن بما يشهده من اختلالات , ويخلص لخطوات التطوير المطلوبة لتصحيحها. وقال إن القضايا المطروحة أمام هذا المؤتمر تثير تساؤلات عديدة.. تلخص فى مجملها هذه الاختلالات, وما تفرضه من خطوات الإصلاح والتطوير. وكان الرئيس مبارك قد افتتح الأحد المؤتمر القومى لتطوير التعليم الثانوى وسياسيات القبول بالجامعات، وذلك بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر. ويهدف المؤتمر بشكل أساسى لوضع مواصفات وقدرات خريجى التعليم الثانوى وربط منظومة التعليم بسوق العمل الفعلية، وتأتى رعاية الرئيس مبارك لهذا المؤتمر الموسع، تجسيدا لما يؤكده دائما من أهمية بالغة لدور التعليم وتطويره كجسر للعبور إلى المستقبل ومدخلا طبيعيا لبناء الإنسان القادر على مواجهة تحديات العصر ودفع خطط الإصلاح والتنمية على النحو الذى جاء فى البرنامج الانتخابى للرئيس مبارك. وقال الرئيس مبارك : إننا بحاجة لإعادة هيكلة ضرورية , تطور نظام الثانوية العامة فى المناهج , وأساليب التدريس , وسياسات التقييم والامتحانات والقبول بالجامعات , وتؤهل حملة هذه الشهادة للالتحاق بسوق العمل .وتوجه من يواصل تعليمه الجامعى للتخصصات المطلوبة بهذا السوق وأضاف أننا بحاجة ماسة لتطوير مماثل للتعليم الفنى , يربطه بشتى قطاعات الانتاج والخدمات ويرتقى بالتدريب المهنى ويوفر المهارات المطلوبة ويتيح لمن يشاء من خريجيه استكمال تعليمهم الجامعى وتابع : لقد حان الوقت لتعامل جاد مع الفجوة القائمة حاليا بين منظومة التعليم قبل الجامعى والجامعى وبين سوق العمل واحتياجاته ومتطلباته الجديدة . وشدد الرئيس مبارك على أن هدفنا يظل هو الارتقاء بجودة التعليم وتحقيق لامركزية العملية التعلمية .. وقال "نحن لانبدأ من فراغ .. وعلينا أن نحذو حذو غيرنا وأن نستفيد من التجارب الناجحة لنظم التعليم بدول العالم المتقدم" , مضيفا أننا حققنا الكثير لتطوير منظومة التعليم , والارتقاء بجودة الخدمة التعليمية .. ويأتى هذا المؤتمر ليمضى بما حققناه شوطا جديدا على الطريق . ودعا الرئيس مبارك المشاركين في المؤتمر من أساتذة وعلماء وخبراء التعليم لبلورة إطار تنفيذى لتطوير التعليم الثانوى , وسياسات القبول بالتعليم العالى . وقال : أتطلع لمقترحات عملية , تضع معالم هذا الإطار وهذا التطوير , وتأخذ فى اعتبارها عددا من المحددات في صدارتها أن يحظى التطوير المنشود بتوافق على أهدافه وآليه تحقيقها، وأن يمثل هذا التطوير قيمة مضافة لخدمة الاقتصاد القومي وجهود التنمية تنعكس على المجتمع أفرادا ومؤسسات، وضرورة استعادة المدرسة لدورها التربوي والتعليمي، وتحسين قدرات المعلم وتطوير المناهج بما يتوافق ومتطلبات ما نسعى إليه من أهداف. كما أكد الرئيس مبارك على أهمية الارتقاء بجودة التعليم الفنى فى مختلف مراحله , وتغيير ثقافة ونظرة المجتمع لهذا التعليم وخريجيه . وفى هذا الإطار ..فإن الحكومة مطالبة بدارسة ربط هذا النوع من التعليم بمنح رخص مزاولة المهنة فى التخصصات الفنية المختلفة . وكان الرئيس مبارك قد افتتح صباح الأحد المؤتمر القومى لتطوير التعليم الثانوى وسياسيات القبول بالجامعات بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر. ويتناول المؤتمر محاورعدة أساسية تتعلق بهيكلة التعليم الثانوى وفلسفته، سواء بالتعليم العام أو الفنى، وكذلك سياسات التقويم والامتحانات، وسياسات القبول بالتعليم العالى، بحيث يتمكن الطلاب من التعليم المستمر واستخدام تكنولوجيا العصر وتحقيق المواطنة المستنيرة. من جانبه أكد الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمى إن رجال التربية والتعليم والعلماء والخبراء وشركاء التعليم يجتمعون فى مؤتمر قومي يهدف إلى تطوير التعليم الثانوي وسياسات القبول فى التعليم العالي فى إطار الاستراتيجيات المعتمدة لتطوير التعليم باعتباره القطاع المنوط ببناء الشخصية العصرية التي ننشدها لشبابنا وتأكيد هويتهم الوطنية القائمة على العلم والابتكار والابداع. وأضاف هلال خلال كلمته فى المؤتمر أن تطوير سياسات القبول فى التعليم العالي يندرج فى هذا التوقيت ضمن جهود دؤوبة بذلت فى تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم التى أقرتها الدولة فى المؤتمر القومي لتطوير التعليم العالي عام 2000 ثم تمت إعادة صياغة وتحديث هذه الاستراتيجية فى ضوء البرنامج الانتخاب للرئيس مبارك وفى كلتا الحالتين مثل تطوير سياسات القبول محورا مهما فيها حان الوقت للبدء فى تنفيذه ضمن المرحلة الثانية وذلك بعد أن تم تهيئة البنية الأساسية التى تضمنتها المرحلة الأولى من التطويرفى الخطة الخمسية 2002/2007. من جانب آخر، افتتح الرئيس مبارك الأحد معرض "إفريقيا تليكوم 2008 " بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر والذى تضمن معروضات 200 شركة من 40 دولة فى مجال خدمات وتطبيقات التليفون الثابت والمحمول، والإنترنت فائق السرعة، وشبكات الجيل القادم من الاتصالات، ونقل المعلومات، وخدمات الأقمار الصناعية وأجهزة الأتصالات، وخدمات ونظم المعلومات وقواعد البيانات. حضر الافتتاح الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربى والأعلام والاستثمار والتربية والتعليم، والتعليم العالى والبحث العلمى وأكثر من 40 وزيرا للاتصالات من مختلف دول العالم. وفى بداية الجولة استعرض الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات المحاور الرئيسية التى يشملها المعرض، والتى خطت مصر بها خطوات بارزة، بالإضافة إلى استعراض إمكانات التعاون الإفريقى والدولى لمصر فى هذا المجال، مشيرا إلى أن هذه المحاور تضم ستة موضوعات رئيسية هى تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات، وتكنولوجيا المعلومات والتعليم، والمناطق التكنولوجية، والمحمول وتطبيقاته، والتنمية البشرية فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وخدمات القيمة المضافة للاتصالات. واستعرض الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استراتيجية مصر لتصدير الخدمات التكنولوجية لتصل إلى مليار و 100 مليون دولار حتى عام 2010 بالاعتماد على الكفاءات المصرية المؤهلة والمخطط لها أن توفر 50 ألف فرصة عمل بنهاية 2010 كما استعرض وزير الاتصالات دور مصر كمدخل لعمليات تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات فى إفريقيا (أ.ش.أ)