أعلنت شركة "بريتش بتروليوم" الأحد توقف عمل فورتيز أكبر خط نفطي في بريطانيا - والذي تتولي تشغيله وينقل نحو نصف انتاج المملكة المتحدة- نتيجة لإضراب عمال مصفاة جرانجموث بسبب المعاشات. وتنتج المصفاة المملوكة لشركة اينيوس الكيماوية الدولية 10% من احتياجات بريطانيا من البنزين ووقود الديزل، كما توفر أيضا إمدادا مهما من البخار لمحطة كينيل التابعة لشركة بريتش بتروليوم والتي تبدأ معالجة النفط الخام الذي يصل الى البر من 70 حقلا في بحر الشمال. ورفضت النقابات مناشدات لتشغيل مصنع البخار عند المستوى اللازم لابقاء كينيل تعمل أثناء الإضراب الذي من المقرر أن يستمر ليومين. وقالت الشركة انه بافتراض حصولها على الطاقة مجددا بمجرد انتهاء الاضراب واستئناف حقول فورتيز الانتاج سريعا فمن الممكن ان يعاود خط الانابيب نشاطه خلال 24 ساعة لكن تشغيله بكامل طاقته قد يستغرق بضعة أيام أُخر. والاضراب هو الأول الذي يغلق مصفاة بريطانية خلال أكثر من 70 عاما. ويحمل خط أنابيب فورتيز في المتوسط 700 الف برميل يوميا وهو ما يقارب نصف الكمية التي تنتجها البلاد والبالغة 1.5 مليون برميل، ويعتمد 20 في المئة أيضا من إمداد الغاز في بريطانيا على نظام فورتيز. ويعادل نفط فورتيز وحده 50 مليون جنيه استرليني (100 مليون دولار) يوميا وسيحدث اغلاق خط الأنابيب أثرا ملموسا على الخزينة الحكومية المثقلة. والتقت ادارة المصفاة - التي تبلغ طاقتها 200 الف برميل يوميا- مع مسؤولين نقابيون السبت 26 ابريل/ نيسان 2008، لكنهم فشلوا في التوصل لاتفاق يسمح باستمرار تشغيل خط الأنابيب. ويأتي الاضراب الذي تسبب في بعض النقص في الوقود في اسكتلندا وشمال انجلترا قبل أيام من انتخابات محلية في انجلترا وويلز، وتعتبر الانتخابات المقررة في الاول من مايو/ آيار أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء جوردون براون. وعمل براون وزيرا للمالية على مدى عقد تحت قيادة توني بلير وخلفه في رئاسة الحكومة في يونيو/ حزيران 2007 وواجه وقتا صعبا منذ ذلك الحين بسبب فضائح بشأن بيانات مفقودة وعمليات تمرد داخل حزبه فضلا عن الارتفاع في أسعار الطاقة والأزمة الائتمانية العالمية. وقفزت أسعار الديزل الاوروبية خلال الاسبوع الثالث من ابريل/ نيسان نتيجة القلق بشأن نقص الوقود وسط ترقب لإضراب جرانجموث. وقفزت أيضا أسعار الغاز البريطانية رغم ان الشبكة الوطنية لامدادات الغاز قالت انها لا تتوقع نقصا في الغاز حيث ان الطقس الربيعي الدافيء حد من الطلب. (رويترز)