يري محللون ان احتمالات ان يحصد العالم محصولا قياسيا وفيرا من القمح، قد تزيد من تراجع اسعار القمح - التي تراجعت فعليا عن أعلى مستويات لها على الاطلاق- لتبطل بصورة مؤقتة محركا رئيسيا لغلاء الأغذية في العالم. وقال ماثيو سينا من مؤسسة كاستلستون مانجمنت ومقرها الولاياتالمتحدة، انه يتوقع حصاد محصولا وفيرا من القمح خلال 2008، مما يؤدي الي تراجع الاسعار، مرجعا ارتفاع الاسعار الي تراجع مخزونات الحبوب العالمية نتيجة للظروف المناخية غير المواتية التي دمرت المحاصيل في عدة مناطق رئيسية خلال 2007. وقال ليوك تشاندلر المحلل في رابو بنك، إن محاصيل القمح العالمية تبدو في حالة جيدة في هذه المرحلة من الموسم ولاسيما في دول الاتحاد الاوروبي ال27 والبحر الاسود ومناطق القمح الاحمر الشتوي اللين في الولاياتالمتحدة. وأضاف أن شهري ابريل/ نيسان الى مايو/ آيار يعدان فترة مناخية مهمة لانتاج القمح ومع الشح الشديد للمعروض مما يعني توقع محصول جيد خاصة مع العجز المعروض من هذا النوع من الحبوب. وقد هبط سعر عقود القمح لتسليم مايو/ ايار من القمح الشتوي الاحمر الاحمر اللين في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة حتى مستوى 8.01 دولار وهو ادني مستوى لها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2007. وهبط سعر العقود ثانية بنهاية ابريل/ نيسان ليخسر قرابة 40% من مستواه القياسي المرتفع الذي سجله في أواخر فبراير شباط عند مستوي 13.49 دولار. وقد فجرت الأسعار المتزايدة للقمح زيادة في أسعار أغذية أساسية مثل الخبز وساعدت علي تفجير اضطرابات في عدة بلدان نامية يكافح سكانها بالفعل للتغلب على زيادات في تكاليف المعيشة ترتبط بزيادت قياسية لأسعار الطاقة، وهو ما ألقي بظلال ايجابية علي المزارعين حيث دفعهم الي زيادة مساحات الأرض المزروعة. وكان مجلس الحبوب العالمي تنبأ بمحصول عالمي للقمح قدره 645 مليون طن في موسم 2008-2009 منخفضا مليون طن من تنبؤه السابق لكنه يزيد كثيرا عما كان عليه قبل عام. وقال المجلس في تقريره الشهري عن سوق القمح، والذي صدر في الاسبوع الثالث من ابريل / نيسان، ان محصول القمح سيسجل زيادة قياسية بارتفاع 41 مليون طن عن العام السابق في أعقاب زيادة نسبتها 3.6 % في عمليات نثر البذور. وعبر آخرون عن تقديرات مماثلة اذ قدر مكتب المحاصيل الفرنسي في وقت سابق من الشهر ان الانتاج سيصل الى ما بين 635 مليون طن و640 مليون طن وتنبأ تشاندلر من رابو بنك بان يبلغ الانتاج 635 مليون طن. وقال شوان ماكبريدج محلل الحبوب في برودنشيال فاينانشال، أن مخاطر غلاء الحبوب وخاصة القمح انحصرت بصورة كبيرة. وقد زيدت المساحات المزروعة في الاتحاد الاوروبي بفضل تعطيل العمل بقاعدة تلزم المزارعين باعطاء الارض فسطا من الراحة في محاولة لزيادة امدادات المعروض من الحبوب. وقدر مجلس الحبوب العالمي ان انتاج الاتحاد الاوروبي من القمح سيقفز الى 138.1 مليون طن هذا العام مرتفعا 15% من 119.9 مليون طن في عام 2007 حينما دمر الجفاف الانتاج في الشرق وأتلفت الأمطار الغزيزة المحاصيل في غرب هذا التكتل التجاري. وفي الصين، أكبر منتج للقمح في العالم، كانت هناك مخاوف ان يتسبب المناخ الجاف في انخفاض محصول عام 2008 -2009 لكن هذه المخاوف انحسرت في الأسابيع الأخيرة. وقالت وكالة أنباء شينخوا الأسبوع الماضي نقلا عن السلطات الزراعية المحلية ان أكبر اقليمين في انتاج القمح في الصين وهما هينان وشاندونج من المحتمل ان يجنيا محصولا وفيرا من القمح الشتوي. ويتوقع محللون أمريكيون ان يرتفع انتاج القمح الامريكي ما بين عشرة و15% الي نحو 2.3 مليار بوشل صعودا من 2.067 مليار في عام 2007، كما تتوقع استراليا ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم محصولا وفيرا بعد ان خفض القحط والجفاف الانتاج خلال العامين الماضيين. وقدرت المؤسسة الاسترالية لتنبؤات الحبوب في أواخر مارس /اذار ان المحصول سيصل الى رقم قياسي 27 مليون طن في عام 2008-2009 أي ضعف محصول العام السابق 13.1 مليون طن الذي تضرر بشدة من الجفاف. (رويترز)