سجلت أسعار النفط مستوي قياسيا جديدا عند 117 دولارا للبرميل الجمعة، اذ طغت مخاوف بشأن امدادات الخام النيجيرية على صعود الدولار والقلق من تباطوء اقتصاد الصين التي تعد مستهلك عملاق للطاقة، فيما لا تري السعودية حاجة لزيادة الانتاج . فقد كسب سعر التسوية للخام الامريكي الخفيف 1.83 دولار عند 116.96 دولار للبرميل، قبل أن يسجل مستوى قياسيا عند 117 دولارا. وعلي صعيد خام القياس الأوروبي، زاد مزيج برنت في لندن 1.49 دولار نحو مستوي 113.92 دولار للبرميل. يذكر، أن أسعار النفط كسبت اكثر من أربعة أمثالها منذ عام 2002 مع عدم قدرة المعروض على مواكبة ازدهار الطلب ولاسيما في الصين وغيرها من الاقتصادات الصاعدة. ومن جانبه، أرجع مايك فيتزباتريك من ام.اف جلوبال في نيويورك، الارتفاع الكبير في الاسعار جزئيا الي المضاربة. علي صعيد آخر، قالت جماعة متمردة نيجيرية الجمعة انها خربت خط أنابيب رئيسيا تديره رويال داتش شل وتعهدت بتصعيد الهجمات على منشآت النفط. وأكد مسؤولو شل - التي تضخ قرابة 400 ألف برميل يوميا- أن الاعمال التخريبية والمخاوف الأمنية توقف جزء صغيرا من الطاقة الانتاجية للبلد العضو في منظمة أوبك. وألقت الإضرابات العمالية في المنشأت النفطية بظلال علي اسعار الخام، حيث ارتفعت الاسعار بعد تعهد العمال المضربون في ميناء فو-لافيرا النفطي الرئيسي جنوبفرنسا بمواصلة اعتصام يمتد حتي السبت، وحاصر الاضراب 23 سفينة منها أربع ناقلات للنفط الخام وست ناقلات للمنتجات المكررة في الميناء. وكان اضراب مماثل قد امتد 17 يوما وأجبر أربع مصاف لتكرير النفط طاقتها الانتاجية المجمعة 603 الاف برميل يوميا على تقليص عملياتها مما ساهم في موجة صعود لاسعار الديزل في الاسواق الاوروبية. ومن المقرر أن تنظم نقابة بريطانية اضرابا لمدة يومين بدءا من 27 ابريل/ نيسان 2008، في مصفاة انيوس جرانجماوث مما سيضطرها للتوقف عن العمل ويؤثر على شبكة أنابيب فورتيس في بحر الشمال. ويتوقع جولدمان أن يبلغ متوسط سعر عقود النفط الخام الامريكي 105 دولارات للبرميل خلال 2008، وأن ينهي العام على 115 دولارا للبرميل مدفوعا بشح امدادات نواتج التقطير واستمرار ارتفاع تكاليف زيادة طاقة انتاج الخام. كان النفط قد تراجع نحو 112.72 دولار في وقت سابق من المعاملات بعدما صعد الدولار مقابل العملات الرئيسية الاخرى مع اعلان سيتي جروب أكبر البنوك الامريكية نتائج فصلية أفضل من المتوقع. وأثار تراجع حاد في سوق الاسهم الصينية الجمعة مخاوف بشأن تباطوء اقتصادي محتمل في الصين ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم. وتراجعت البورصة الصينية نحو 4% لتصل الى أدنى مستوى اغلاق في 12 شهرا مع نزول سهم بتروتشاينا الاكبر في السوق عن سعر طرحه في أكتوبر/ تشرين الاول 2007 في شنغهاي. وبالرغم من تصارع وتيرة أسعار الخام والمخاوف من عدم كفاية الامدادات تؤكد المملكة العربية السعودية - أكبر منتج للخام علي مستوي العالم - انه لا حاجة لزيادة الانتاج. فقال علي النعيمي وزير النفط السعودي انه لا داع لزيادة الطاقة الانتاجة لبلاده فوق الرقم المستهدف بكمية 12.5 مليون برميل يوميا حتى عام 2020 على الاقل. وأضاف أن اسواق النفط لا تحتاج الى مزيد من النفط وان مستويات مخزون الخام "مرتفعة"، كما أن زيادة طلب الدول المستهلكة مدفوعا بعوامل سياسية اكثر منها عوامل اساسية بالسوق. (رويترز)