نجحت المسلسلات الهندية- التي تروى قصصا عن المشاكل الاسرية والقصص الغرامية بين الأثرياء والجميلات- في ابقاء المشاهدين الأفغان مشدودين إلى مقاعدهم، بعد أن كانوا لا يستمعون سوى للاذاعات الرسمية وفي ظل حظر على التلفزيون إبان حكم طالبان،لكن ليس كل الأفغان من المعجبين بهذه المسلسلات. وثار غضب رجال الدين المحافظين وبعض السياسيين بسبب هذه المسلسلات التي تبث ساعة بعد ساعة على أكثر من عشر محطات تلفزيونية خاصة ظهرت بعد الاطاحة بحكومة طالبان في عام 2001. وشن المنتقدون- الذين يصفون هذه المسلسلات بأنها "فاسقة" وتتنافى مع الثقافة الإسلامية- حملة للضغط على القنوات الخاصة من أجل وقف عرضها. وخلال صلاة الجمعة في أكبر مساجد العاصمة كابول، أبلغ عناية الله بليغ- عالم دين وأستاذ جامعي- الصحفيين بأنه وأتباعه مصممون على موقفهم. وقال بليغ للمصلين "نحن ستة آلاف شخص في هذا المسجد... عزمنا على أن نذهب ونقطع كل الهوائيات اذا لم يوقفوا (عرض المسلسلات)." وردد المصلون هتافات مثل "الله أكبر.. نحن مستعدون". واكتسبت حملة علماء الدين قوة دفع هذا الشهر عندما أصدر بعض أعضاء البرلمان بدعم من وزارة الإعلام والثقافة اخطارا لمحطات تلفزيونية خاصة بوقف بث خمسة مسلسلات هندية. لكن رد فعل المحطات التلفزيونية بدا متحديا.وقال مسعود قيام مذيع كبير في محطة تولو التلفزيونية في إشارة إلى الاخطار "هذا يتعارض مع قانون الإعلام."وأضاف "لن نتوقف عن بث المسلسلات." وقناة تولو هي أشهر قناة تلفزيونية في أفغانستان وتبث مزيجا من الأخبار والبرامج الترفيهية. وسبق أن احتكت بالمحافظين بسبب نوعية برامجها. ويعترض المحافظون على المسلسلات الهندية؛ لانها تظهر الرجال والنساء معا بالإضافة إلى اظهار النساء بملابس كاشفة وطقوس عبادة أوثان هندوسية. ورغم أن القنوات التلفزيونية قدمت تنازلات تمثلت في قطع مشاهد العبادات الهندوسية وطمس الاجزاء العارية من أجساد النساء، فلم يرض ذلك المنتقدون. ويحظر القانون الأفغاني نشر أي مواد تتنافى مع تعاليم الإسلام، لكن المشاكل تنجم لدى تفسير القانون. ورغم موجة الحرية غير المسبوقة التي شهدتها البلاد منذ الاطاحة بنظام طالبان المتشدد؛ فلا تزال أفغانستان بلدا محافظا للغاية. لكن المزيد من الأفغان بدأوا يعودون لبلادهم من المنفى حاملين معهم أفكارا جديدة. ويتلهف الشبان الذين يمثلون قطاعا كبيرا من السكان، ولاسيما في المدن إلى طرق جديدة للحياة. وتدخل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي المعروف عنه أنه ليبرالي، لكن يتعرض لضغوط من القوى المحافظة بشأن عدد من القضايا بينها التلفزيون بحذر شديد في الصراع. وقال كرزاي خلال مؤتمر صحفي عقد في الآونة الأخيرة "لن يكون هناك تدخل في حرية الإعلام، لكن حرية الإعلام ينبغي أن تتماشى مع ثقافة الشعب الأفغاني." (رويترز)