اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة رفضه دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الى استئناف الحوار الوطني اللبناني لتسوية الازمة السياسية في البلاد. وقال السنيورة في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى "ليس هناك من حلول في لبنان الان من خلال الحوار"، وكان رئيس الوزراء اللبناني يرد على سؤال عن رايه في دعوة بري لاستئناف الحوار الوطني اللبناني. وتساءل السنيورة "من اوقف الحوار الذي كان يجري في مقر مجلس النواب المعلق منذ اشهر ومن فضل نقل الحوار الى الشارع". واضاف رئيس الوزراء اللبناني الذي غادر القاهرة بعد ظهر الاثنين الى ابوظبي "من يجري الحوار هو رئيس الجمهورية ولا يجب ان يتراس جلسات الحوار طرف في الازمة اللبنانية". كان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري قد اكد ان محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الاثنين اعطته زخما جديدا في المساعي لانتخاب رئيس جديد وانهاء الأزمة السياسية في لبنان. وأضاف برى "ليس للسوريين اي شرط على الاطلاق على التفاهم اللبناني-اللبناني وهم داعمون للحوار". وقال مصدر سياسي لبناني ان بري الذي يعد أحد زعماء المعارضة المدعومة من سوريا اجرى مناقشات مع الأسد حول اقتراحه اجراء حوار بين الزعماء اللبنانيين المتنافسين. وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) ان الأسد اكد "تأييد سورية للحوار بين اللبنانيين ودعمها للتوافق الوطني كسبيل وحيد لحل الأزمة اللبنانية." وأوضح بري "مبدئيا سأقترح انعقاد طاولة الحوار في مجلس النواب في الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين من ابريل/نيسان الحالي وعلى جدول الاعمال قانون الانتخاب وحكومة الوحدة الوطنية باعتبار أن رئاسة الجمهورية مبتوتة لقائد الجيش العماد ميشال سليمان". ومضى يقول "اذا حسمنا الأمرين ننتخب في 22 نيسان رئيس الجمهورية واذا لم نتفق نؤجل الانتخابات ونواصل جولة الحوار حتى التوصل إلى تفاهم شامل". وكان بري قد رعى جولتين من المشاورات بين التحالف الحكومي والمعارضة عام 2006 لكن الحوار فشل في ازالة الخلافات بين الجانبين. وقال متحدث باسم بري انه من المتوقع ان يزور رئيس المجلس النيابي القاهرة والرياض. وتركت الأزمة التي تعد الاسوأ منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 لبنان بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني ووترت العلاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية التي يساند كل منهما طرفا مغايرا من طرفي النزاع. وأدت الأزمة التي اندلعت منذ أكثر من 16 شهرا بين تحالف الغالبية البرلمانية المناهضة لسوريا والمدعومة من السعودية والمعارضة التي يتقدمها حزب الله إلى اصابة الحكومة بالشلل وإلى جولات من أعمال العنف الطائفية. وتسببت الأزمة السياسية أيضا بتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية مرارا وتركت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني. وكانت الانتخابات التي تحدد موعدها الآن في 22 ابريل نيسان قد تأجلت 17 مرة. وقاطعت الحكومة اللبنانية المناهضة لسوريا القمة العربية التي انعقدت في دمشق في احتجاج على ما تسميه بعرقلة سوريا انتخاب رئيس للبنان من خلال حلفائها المحليين. واتفق الزعماء اللبنانيون المتنافسون على ضرورة أن يشغل قائد الجيش العماد ميشال سليمان منصب الرئيس. لكن التصديق على انتخابه تأجل مرارا جراء نزاع على اقتسام السلطة في حكومة جديدة. (رويترز)