اصطف عشرات الالاف من الناس على جانبي الطريق حول مدينة سولو الاندونيسية الاثنين للمشاركة في تشييع جنازة الرئيس الاندونيسي السابق سوهارتو الرسمية. ونُقل جثمان سوهارتو جوا الى سولو في جاوة من جاكرتا صباح الاثنين ثم نقل بالسيارة الى مدفن العائلة في جيريبانجون على بعد نحو 35 كيلومترا شمال شرقي سولو. وبعد ذلك دُفن سوهارتو بجوار قبر زوجته التي توفيت عام 1996 وأطلقت المدفعية.وعند مدفن العائلة اصطف رجال الشرطة والجيش على جانبي الطريق ونكست الاعلام. واصطف عشرات الالاف وكثير منهم يحمل كاميرات فيديو وهواتف محمولة مزودة بكاميرات على جانبي الطرق المؤدية الى المطار والمدفن لمتابعة موكب سوهارتو الجنائزي. وجرى تشديد الاجراءات الامنية عند مدفن العائلة حيث جرى نشر عشرات الجنود ورجال الشرطة قرب الخيام التي نصبت باللونين الازرق والابيض لاستقبال المسؤولين وكبار الشخصيات الذين وصلوا لتشييع الجنازة. وتوفي سوهارتو الذي أُطيح به في احتجاجات قادها الطلبة وسط فوضى اجتماعية واقتصادية في المستشفى الاحد عن 86 عاما بعد أن عانى من فشل في وظائف العديد من أجهزة الجسم. ويترك سوهارتو إرثا مثيرا للجدل بعد 32 عاما أمضاها في السلطة، ففي الوقت الذي يشيد به كثيرون لانه ساعد في تحديث بلاده فأنه تعرض لانتقادات كثيرة أيضا بسبب انتشار الفساد وانتهاكات حقوق الانسان. وكان دخول سوهارتو المستشفى في حالة حرجة في وقت سابق من الشهر الحالي أثار جدلا في البلاد بشأن إرثه اذ قال بعض الاندونيسيين انه يجب الصفح عن أخطائه في حين حث آخرون البلاد على المضي قدما في دعوى مدنية مقامة ضده بتهمة الكسب غير المشروع والنظر في اتخاذ اجراءات قانونية بسبب انتهاكات حقوق الانسان أثناء فترة حكمه. ورغم الاطاحة به بشكل مهين في عام 1998 الا أن الكثير من القادة الاقليميين وكبار الشخصيات في اندونيسيا سارعوا الى زيارته في المستشفى تعبيرا عن تقديرهم له في لحظاته الأخيرة. وتوجه رئيس وزراء سنغافورة السابق لي كوان يو الى جاكرتا لزيارة سوهارتو وأشاد بدوره في تحقيق الاستقرار بالمنطقة لا سيما خلال فترة الحرب الباردة. ووصل سوهارتو الى السلطة بعد أن قاد الجيش في عام 1965 ضد ما وصف رسميا بمحاولة انقلاب شيوعية، وسقط ما يصل الى 500 ألف قتيل في عملية تطهير مناهضة للشيوعيين في الشهور التالية. وخلال الثلاثين عاما اللاحقة ارتكب الجيش أثناء فترة حكم سوهارتو العديد من انتهاكات حقوق الانسان وقتل نشطاء من الطلبة ومجرمين ومعارضين للنظام في اقليمي أتشيه وبابوا وكذلك في تيمور الشرقية التي غزتها اندونيسيا عام 1975 .