يبدو أن موضة البلوتوث الدعوي لن تدوم طويلاً، حيث ابتكر باحثون سعوديون من جامعة أم القرى في دراسة حديثة طريقة جديدة لاستثمار تقنية البلوتوث في توعية الحجاج وفق ما يسمى «البلوتوث التوعوي»، وذلك لإفادتهم بكافة المعلومات التي يحتاجون إليها داخل المشاعر المقدسة بشكل دوري وسريع. وهدفت هذه الدراسة التي حملت عنوان "استخدام تقنية البلوتوث في توعية الحجاج"، وأعدها كل من الدكتور عصام علي خان، والدكتور عثمان بكر قزاز، والباحث مازن مليباري، إلى قياس مدى فاعلية استخدام البلوتوث في توعية الحجاج عن طريق ملفات قصيرة تحتوي على مقاطع فيديو أو صور أو نصوص تُرسل إلى أعداد كبيرة من الأجهزة المحمولة داخل المشاعر المقدسة، ضمن مدى يتراوح بين 100 إلى 500 متر، على أن يتم التعرف على نسبة الأجهزة الداعمة لتقنية البلوتوث في هذا المدى، والوقوف على حجم استفادة الحجاج من تفعيل الخدمة. وأفاد الباحثون أن هذه الدراسة انطلقت من اعتبار أن تقنية البلوتوث وسيلة اتصال لاسلكية لتبادل المعلومات بين الأجهزة الإلكترونية عبر استخدام موجات الراديو القصيرة، في حين تتميز بقابليتها العالية لنقل أي نوع من المعلومات (نص، صورة، فيديو)، من دون أي قيود على حجم البيانات المنقولة. واستندت هذه الدراسة التي عرضت ضمن جلسات الملتقى العلمي الثامن لأبحاث الحج الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى، واختتم أعماله قبل أيام، إلى أن عدد الأجهزة المحمولة الداعمة لتقنية البلوتوث قد تجاوز المليار جهاز مع أواخر عام 2006، وذلك حسب ما تفيد أحدث الإحصاءات التقنية. وفي سياق ذي صلة، كانت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد أطلقت أخيراً مشروع البلوتوث الدعوي في أكبر المراكز التجارية شمال مدينة الرياض، ويهدف هذا المشروع إلى نشر مجموعة من الرسائل الدعوية عبر أجهزة مرتادي الأسواق التجارية بدلاً من الرسائل المبتذلة والمسيئة، وقد بدأ هذا المشروع حتى الآن في أربعة أسواق على أن يتم تعميمه لاحقاً على بقية المراكز التجارية. ويبدو أن مجموعة كبيرة من السعوديين قد أعادوا النظر في استخدامات تقنية البلوتوث التي ظلت لفترة طويلة أداة للإساءة إلى الناس والنيل منهم، وذلك في مواكبة لظهور موضة البلوتوث الدعوي الذي يتضمن مقاطع صوتية للآذان المكي والأدعية والتلاوات القرآنية إلى جانب النغمات والأناشيد الإسلامية المرسلة إلى مجموعة عشوائية من الأجهزة المحمولة بهدف الإرشاد الديني. تجدر الإشارة إلى أن تقنية البلوتوث تغلغلت داخل ثقافة المجتمع السعودي لتغزو أخيراً مجال الدعاية والإعلان عبر الترويج للعديد من المنتجات والخدمات بالمجان بين الأجهزة المحمولة داخل الأماكن العامة، إلى جانب دور هذه التقنية الحديثة في التعريف العشوائي ببعض الحملات الصحية أو المناسبات الاجتماعية.