طالب عدد من مرضى الإيدز المجتمع بتقبلهم، وتفهم إصابتهم بالمرض، خاصة لمن نقل لهم، وليس لهم يد في الإصابة به، وذلك في حديثهم عن تجربتهم الخاصة مع الإصابة بالمرض في اللقاء الذي نظمه أول من أمس مستشفى الملك فيصل التخصصي لطلاب المرحلة الثانوية بمناسبة اليوم العالمي للإيدز بقاعة الدراسات بالمستشفى. استعرضت خلال اللقاء ثلاث حالات إصابة بالمرض ومعاناتها مع المجتمع، وكانت الحالة الأولى لرجل اكتشف إصابته من خمسة أعوام، وتصور أنه سيموت فور تلقيه الخبر، وذهب لبعض المستشفيات الحكومية، وساءت حالته فيها، حتى جاء إلى المستشفى التخصصي، وما زال على قيد الحياة بفضل من الله، ثم بفضل شقيقته التي ساندته، ووقفت إلى جانبه، ومحافظته على العلاج، وهو يفكر الآن في الزواج، وأن يعيش حياته بشكل طبيعي. وكانت الحالة الثانية لسيدة أصيبت بعدوى من زوجها منذ 15 عاما، بعد أن أنجبت فتاة مصابة بالمرض، قالت السيدة إنها تعايشت مع المرض هي وأبنتها، وبعد وفاة زوجها الأول تزوجت بآخر مصاب بالإيدز عن طريق برنامج تزويج مرضى الإيدز في المستشفى، ولكنها تبحث حاليا عن وظيفة تعيش منها بدون اللجوء لأحد أو طلب الإعانة المادية من أحد. أما الحالة الثالثة لسيدة اكتشفت الإصابة بالمرض بعد اكتشافها إصابة طفلها وعمره عام، قالت إن هاجسها كان على ابنها خوفا من أن تفقده، وقررت أن تتكتم هي وزوجها على المرض حتى توفي زوجها، بسبب إهماله للعلاج، وعرف الجميع بإصابتهم، وابتعدوا عنها هي وابنها حتى المقربون، وباتوا ينظرون لها على أنها منحرفة السلوك، ويرفضون تواجدها بينهم. وقال استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى التخصصي الدكتور هايل بن مطر العبدلي ل "الوطن" إن عدد المصابين في المملكة 11510 منذ اكتشاف المرض 1984و حتى 2006م، منهم 2658 سعوديون، و80% منهم غير سعوديين، ونسبة الأطفال 3 %، والرجال 5%، والنساء 1%، و95 % من الإصابات بسبب علاقات غير شرعية، والبقية من حقن المخدرات. وأضاف أن نسبة تزايد مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز 20 % سنويا، مرجعا سبب هذا التزايد إلى أن وزارة الصحة ذكرت أن الحالات المصابة تكتشف مبكرا عن طريق إجراء التحاليل مبكرا، وازدياد مراكز التحليل، بالإضافة إلى زيادة عدد السكان الذي يعتبر من أعلى المعدلات في العالم، مشيرا إلى أن 60% من السكان تحت سن العشرين، أي فئة الشباب، وهي مرحلة الخطورة في انتقال المرض، كما أن السفر والانفتاح زاد الخطر والإصابة بالمرض. وأضاف استشاري الأمراض المعدية أن العلاج الحقيقي لمرض الإيدز في المملكة بدأ من 10 سنوات، وتبلغ كلفة علاج المريض الواحد 75 ألف ريال سنويا، وأوضح أنه لا يوجد حامل لفيروس الإيدز دون الإصابة به، بل يوجد مصاب بمرض الإيدز. لأن كل شخص لديه فيروس الإيدز يتضرر وتتدهور حالته ويصبح مريضا، وكلمة حامل للفيروس أشيعت بين الناس وهي خاطئة، وذكر أنه لا يوجد حتى الآن مصل يمنع الإصابة به، ولا يمكن منع فيروس الإيدز، ولكن هناك أبحاث جارية الآن للسيطرة عليه.