مع بدء الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز الى فرنسا والتي بدأت أمس، سيجد الضيف نفسه في مواجهة «مزحة موسيقية» لم تخطر له على بال. فقد تحولت المشادة الكلامية التي جرت بينه وبين ملك اسبانيا خوان كارلوس، الاسبوع الماضي، الى أُغنية يتناقلها الشباب الفرنسي من رواد مواقع الإنترنت وأصحاب الهواتف النقالة بشكل يؤهلها لأن تكون «صرعة شتاء 2007 الموسيقية». وكان شافيز قد هاجم رئيس الوزراء الاسباني السابق أزنار في اجتماع لقمة دول أميركا اللاتينية وشبه جزيرة إيبيريا التي جرت في سانتياجو عاصمة تشيلي، مؤخراً، واصفاً إياه ب«الفاشي» وتدخل خوان كارلوس ونهر المتحدث وأمره بالسكوت. وزار أكثر من 1.2 مليون شخص موقع «يوتيوب» للأفلام المصورة القصيرة لرؤية الفيديو الذي يصور الملك وهو يقاطع شافيز قائلاً: «لماذا لا تخرس؟». وجرى تلحين هذه العبارة على نغمة الأُغنية الشهيرة «إيفيفا اسبانيا» ولصق الصوت على صورة العاهل الاسباني وهو يلوح بيده في اتجاه شافيز طالباً اليه أن يتوقف عن الكلام. كما جرى تناقل الأُغنية عبر الاشتراكات في شبكة «فيسبوك»، ونزلت اسطوانات لها الى الأسواق، وتحولت الى نغمات لرنين الهواتف النقالة، محققة أرباحاً بلغت 1.5 مليون يورو (مليوني دولار)، الأمر الذي جعل من الأزمة الدبلوماسية ظاهرة موسيقية وتجارية عالمية. وحسب إذاعة «بي. بي. سي» فإن نصف مليون شخص، معظمهم من الناطقين بالإسبانية قاموا بتحميل الأُغنية على هواتفهم النقالة. ولتفادي أي ملاحقة قانونية من القصر الملكي الاسباني لجأ منتجو الاغنية الى مقلدين لتأدية المقاطع المنسوبة للملك بأصواتهم. واستغل خصوم شافيز في أميركا اللاتينية هذه الاغنية للسخرية منه ولتحقيق أهداف سياسية لاسيما وأنها جاءت قبل أيام قلائل من استفتاء شعبي يجري في فنزويلا حول الدستور. وارتدى المعارضون للدستور فانلات طبع عليها عنوان الاغنية مع تكبير للفظة «لا» الواردة فيه.