اربك الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي البروتوكول الفرنسي، بطلبه نصب خيمة بدوية في وسط باريس، حيث يستطيع استقبال ضيوفه خلال زيارة ينوي القيام بها إلى العاصمة الفرنسية الشهر المقبل. المثير ايضا في الاقتراح الليبي أن وسط باريس المعني بنصب الخيمة هو تلك المساحة الخضراء الممتدة امام فندق مارينييه، الذي يعود الى القرن التاسع عشر من القرن الماضي، والذي يقع على مرمى حجر من قصر الأليزيه. هذا ما أبلغ به رسميون ليبيون نظراءهم الفرنسيين وهكذا يضع الطلب الليبي باريس خلال زيارة القذافي، «بين القصرين»: قصر الرئاسة التاريخي المعروف، الذي يقيم فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث يواصل مهماته الرئاسية و«خيمة الاليزيه»، حيث يتابع القذافي استقبالاته ولقاءاته خلال الزيارة. باريس لم تقرر بعد ما ستفعله وطبيعة ردها على الطلب الليبي،واكتفت مصادر في قصر الاليزيه بالقول «لم يتقرر شيء بعد». ويخشى القائمون على نظام البروتوكول الفرنسي من ان تؤدي الموافقة على الطلب الليبي الى انتهاك البروتوكول نفسه وإلى تقديم سابقة على هذا الصعيد،تفتح الباب امام المزيد من الطلبات والمزيد من الخيام بالطبع. اما لشبونة، التي تلقت طلبا مماثلا يسبق زيارة القذافي التي سيقوم بها الى العاصمة البرتغالية في 8 و9 ديسمبرالمقبل، للمشاركة في القمة الاوروبية الافريقية هناك فقد وافقت على طلب ليبي مماثل. وهذا ما أكدته مصادر الخارجية في الحكومة البرتغالية. وقد أوضحت المصادر انه تم اختيار حصن ساو خولياو دا بارا التاريخي ببلدة اورياس في مقاطعة لشبون، وسط البلاد، لنصب خيمة الزعيم الليبي، مشيرة الى أن المكان اختير نظرا لتمتعه بالظروف الأمنية الملائمة إضافة الى تميّزه بالمساحات الخضراء التي تروق للقذافي، على حد قولها. وأوضحت أن القذافي طلب أيضا أن يصطحب في رحلته سيارته المصفحة وطاقما مرافقا من مائتي شخص أغلبهم من الحراسات الشخصية، الذين يحملون أسلحة وهو ما يتعارض تماما مع الاجراءات الأمنية إضافة الى مجموعة من الماشية مخصصة للاكل. ونقلت صحيفة «البايس» الاسبانية، في عددها أمس، ان السلطات البرتغالية لا تعرف، حتى الآن، ما إذا كان العدد الكبير من أعضاء الوفد الليبي والمرافقين سيقيم أيضا في خيم مجاورة أم سيكتفي بخيمة واحدة للرئيس. على أية حال لقد تم اختيار فندق كورنثيا الذي يشارك في رأسماله عدد من رجال الأعمال الليبيين لإقامة الوفد ويضم 815 غرفة.