شئ خطير للغاية ان تتجه الحكومة إلى استيراد الفحم من أجل استخدامه كوقود في مصانع الأسمنت لأنه أقل في التكلفة.. ولم يحاول أحد البحث عن الجوانب السلبية على صحة المواطنين وعلى البيئة في مصر وتخريب المناطق السياحية وزيادة أضرار السحابة السوداء.. وقد شهدت القاهرة في الأيام الأخيرة أكثر من لقاء بين المسئولين في الحكومة والمدافعين عن البيئة من أجل وقف هذه الكارثة.. وقد أرسل لي الصديق الأستاذ محمود القيسوني مستشار وزير السياحة للبيئة أكثر من رسالة تتحدث جميعها عن الأضرار الكارثية التي يحملها استخدام الفحم في انتاج الطاقة.. ان مصانع الأسمنت في مصر وعددها 15 مصنعا هي التي تشجع استخدام الفحم لأنه أقل في التكلفة وهو متاح في كل أسواق العالم بأسعار زهيدة لأن الدول المتقدمة لم تعد تستخدم الفحم على الإطلاق كمصدر للطاقة.. لقد أوقفت أمريكا والصين استخدام الفحم بل ان فرنسا تخلت تماما عن صناعة الأسمنت حفاظا على البيئة وقامت بشراء مصانع كثيرة تنتج الأسمنت خارج حدودها كما حدث في مصر والجزائر فهل نأتي نحن الآن ونقرر استخدام الفحم مرة أخرى.. إن خطورة هذا القرار انه يدمر صحة المواطن المصري أمام أعلى نسبة للتلوث في العالم توجد في مصر وكلنا يعلم كارثة السحابة السوداء التي تقتحم المدن المصرية كل عام وتدفع بالملايين إلى المستشفيات ما بين الربو والنزلات الشعبية والأمراض الصدرية.. ان الدولة المصرية تنفق آلاف الملايين على صحة المواطنين أمام السحابة السوداء ولنا ان نتصور حجم الكارثة بعد استخدام الفحم في المصانع الكبرى.. ان ذلك يعني أيضا كارثة أخرى وهي تدمير المواقع السياحية في العين السخنة والغردقة والشواطئ المصرية لقد انتهى منذ زمن بعيد عصر الفحم ودخلت الحضارة الإنسانية إلى مناطق أخرى لإنتاج الطاقة منها البترول والغاز والطاقة البديلة والغاز الحجري ولكن المأساة اننا مازلنا نفكر بأساليب العصور الوسطى ولا تعنينا صحة المواطنين وتلوث البيئة وتدمير السياحة وكلها خسائر أكبر بكثير من محاولة توفير ثمن انتاج الطاقة ولا يعقل ان يكون الفحم هو الحل.. صحة المواطنين أهم كثيرا من انتاج الأسمنت واستيراد الفحم. نقلا عن جريدة الأهرام