رغم شهرة مدينة بادن بادن الألمانية كمدينة للملاهي والميسر والاستجمام، إلا أن دائرة البيئة الاتحادية في ولاية بافاريا لم «تقامر» أبدا بمشروع إنتاج الطاقة من بقايا الحشيش الأخضر المقصوص. وأقيمت في ألمانيا اكثر من 160 منشأة لانتاج الطاقة من بقايا الخشب والفضلات، منذ عام 2000، إلا أن محطة انتاج الطاقة في بادن هي الوحيدة التي تنتج الكهرباء والحرارة من «أحراش الغابات». وتعتمد المحطة في انتاج الطاقة، وقد دشنت مؤخرا قرب مطار بادن بادن، على تجميع وحرق الحشيش الأخضر والأعشاب والنباتات الدغلية و«مخلفات» الغابات التي لا يمكن تدويرها لانتاج الخشب مجددا. وإذا كانت محطات الطاقة البديلة الأخرى تشتري الاثاث القديم والورق وغيره من بقايا الخشب في عملها فان المادة التي تستخدمها محطة بادن هي عبارة عن «فضلات» خشبية لا قيمة لها، وتعمل المحطة حاليا على تزويد المجمع الصناعي القريب من المطار بالكهرباء والماء الحار. وذكر رئيس المشروع راينر بان أن المحطة تستخدم سنويا 75 ألف طن من الحشيش المقصوص وبقايا تشذيب الأشجار ومخلفات الغابات لانتاج الكهرباء. وتتألف المحطة من عدة وحدات، أهمها وحدة كبيرة لتصنيف بقايا الخشب، ووحدة حرق تتألف من فرن ضخم دوار، ووحدة توزيع الكهرباء. وتقوم وحدة التصنيف بتنقية الخشب المحروق من المعادن والحجر والاسمنت وما إلى ذلك من الشوائب، كما تتولى فرز كل قطعة خشب يزيد طولها عن 20 سم، لأن من الممكن إعادة تدوير هذه القطع إلى خشب جديد. وتنتج المحطة حاليا الطاقة بقوة 4.4 ميغاواط، ويعمل المهندسون على رفع القدرة إلى5.25 ميغاواط عن طريق رفع نسبة المواد الخشبية الخضراء في خليط بقايا الخشب. ويشكل الحشيش الأخضر، وبقايا تشذيب النباتات (الطرية)، نحو 60% من المادة الخشبية التي يحرقها فرن المحطة. وتعهدت المحطة للورش الصغيرة القريبة بتزويدها بالكهرباء والحرارة لقاء 16,6 سنت عن كل كيلوواط/ساعة. ويبدو هذا السعر أعلى من معدل سعر الطاقة البديلة في ألمانيا بنحو 2 سنت، إلا أن المحطة تضمن للمشترك عدم رفع الاسعار طوال السنين العشرين القادمة. وهذا ليس كل شيء لأن محطات الطاقة والبيوت الخاصة استهلكت18.4 مليون متر مكعب من الخشب عام 2006 ( 13 مليون عام 2000). وتعد محطة «فضلات الخشب» في بادن بخفض استهلاك الخشب للوقود، وبالتالي خفض أسعار الخشب التي ارتفعت بنسبة 30% خلال نفس الفترة. ويخطط مهندسو المشروع لاضافة وحدة أخرى تتولى هرس الحشيش والبقايا الخشبية وضغطها مع مادة تساعد على الاشتعال في قطع وفوقد تشبه «بلوكات» التبن. وتساعد عملية الضغط على تسهيل الاشتعال وتنظيمها لأن أجزاء بقايا الخشب تختلف من ناحية قابليتها على الاشتعال. وتتولى شركة «فارتيسلا بايوبور» تزويد المنشأة ببقايا الحشيش وفضلات الغابات الخشبية باستخدام تقنيات حديثة. وأوصى رئيس المشروع راينر بان صناعة الأجهزة الزراعية في ألمانيا بانتاج آلات قص الحشيش الأخضر التي تحتفظ بالحشيش ولا تبعثره على الأرض، لأن هذا الحشيش، رغم ضآلة حجمه، أصبح مصدرا للطاقة في مدينة بادن بادن الألمانية.