"لن اغادر البلاد الى اي مكان ولا أعتزم الاستقالة فأنا الرئيس المنتخب شرعيا" هكذا أكد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش بعد تصويت البرلمان الاوكراني لصالح إقالته، رافضا الاستقالة من منصبه، وواصفا الأحداث في العاصمة كييف "بالانقلاب". ونص قرار صوت عليه نواب البرلمان على ان يتولى رئيس البرلمان الاوكراني الكسندر تورتشينوف رئاسة البلاد بالوكالة خلفا لفيكتور وحدد 25 مايو موعدا لإجراء انتخابات رئاسية جديدة. وكانت الهتافات في ميدان الاستقلال قد تصاعدت يومي الجمعة والسبت منددة بالاتفاق الذي وقع بين يانوكوفيتش والمعارضة وردد المتظاهرون قائلين "ايها الخونة" في وصف لزعماء المعارضة الذين وقعوا علي الاتفاق الاخير. فبعد مرور ثلاثة أشهر من الهتافات المتواصلة ضد الرئيس الاوكراني وحكومته والاتهامات الموجهه لهم بالفساد، استجاب يانوكوفيتش اخيرا للمظاهرات المطالبة بانتخابات مبكرة ووقع بالموافقة علي اتفاق في محاولة لوقف نزيف الدماء بعد سقوط العشرات من القتلي واصابة المئات. وبالرغم من ان الاتفاق الاخير -الذي تم توقيعه، والذي توسط في التوصل اليه وزراء خارجية اوروبيون، ينص علي تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات رئاسية مبكرة اواخر العام الحالي واجراء اصلاحات في النظام الانتخابي وتعديلات في الدستور- الا ان المتظاهرين ظلوا يفترشون الارض بميدان الاستقلال في كييف مؤكدين غياب الثقة بالرئيس يانوكوفيتش. الاتفاق الذي وقعه يانوكوفيتش حاز علي موافقة الدول الخارجية الا ان البرلمان الاوكراني كان له وجهة نظر مختلفة ليوجه ضربة قاسمة له ويقيله من منصبة كما تواردت انباء عن قيام قوات حرس الحدود في مطار دونتسك بمنع طائرة يانوكوفيتش من المغادرة في تصعيد غير متوقع. وبعد توقيع الاتفاق صوت البرلمان الأوكراني لصالح قانون يقلص الصلاحيات التي يتمتع بها رئيس الجمهورية، وعلي قرار ينص باعادة العمل بدستور 2004، واقالة وزير الداخلية فيتالي زاخارتشينكو، كما صدق على تشريعات جديدة ادت لاطلاق سراح رئيسة الحكومة السابقة يوليا تيموشينكو، عدوة الرئيس يانوكوفيتش اللدودة، من سجنها. وكانت تيموشينكو قد حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة استغلال السلطة ويقول مؤيدوها إن الحكم باطل وانه كان عبارة عن انتقام من جانب يانوكوفيتش. وفور الافراج عنها توجهت تيموشنكو اليوم إلى ميدان الاستقلال الذي تعتصم فيه المعارضة، وألقت عليهم خطابا تفاعل معه الجمهور بحماس وطالبت بالاستمرار في التظاهر وعدم مغادرة الميدان لحين تحقيق جميع مطالبهم.