هناك معارك يخوضها الإنسان بلا حروب أو دماء أو خسائر وهذا النوع من المعارك لا يخضع للحسابات والحروب التقليدية في أشياء كثيرة.. كانت معركة رفاعة الطهطاوي ضد التخلف حربًا حقيقية. وكانت معركة طه حسين من أجل التعليم انتصارًا حقيقيًا.. وكانت زعامة سعد زغلول عملا وطنيًا عظيمًا.. وكان إبداع العقاد والحكيم وهيكل باشا وعبد الرازق ثورة ثقافية.. وكان أحمد شوقي نهرًا عظيما تفجر في شرايين الشعر العربي.. وكان عبد المنعم رياض شهيد مصر وأحد رموزها العظيمة.. أقول هذا بسبب ما يكتب الآن عن أحقية المشير عبد الفتاح السيسي في رتبة المشير وادعاء البعض أن الرجل لم يحارب وأن هذه الرتب تخص المحاربين.. والسؤال ألم يكن قرار الحرب في سيناء ضد الإرهاب معركة عسكرية لتحرير جزء من ترابنا الوطني من الإرهاب.. ألم يكن موقف السيسي ورفاقه يوم 30 يونية وهو يحمي إرادة الشعب دفاعا عن قدسية وطن ووحدة شعب.. ألم يكن خروج السيسي وهو يضع روحه على يديه ليعيد للدولة المصرية تماسكها وهيبتها عملا بطوليا.. كان من الممكن أن يدفع المشير السيسي ثمن هذه المواقف ويحاكم عسكريا ويدفع حياته ثمنا لهذا كله.. إن السيسي يواجه الآن عدة معارك عالميا وداخليا.. هناك قوى دولية تتربص به لأنها ترى أنه خرج من دائرة التبعية وتمرد على أصول الطاعة وتحول إلى رمز وطني في حياة المصريين وهناك من يريد أن يهدم كل الرموز ويحطم كل القيم.. هناك دول إقليمية لا تراها العين تتصور أنها في ظل غياب مصر سوف تكبر وهي لن تتجاوز حدود الخط الواحد على خريطة الكون.. لا أعتقد أن رتبة المشير سوف تضيف للسيسي شيئًا أكبر مما حصل عليه وهو ثقة هذا الشعب وإيمانه بوطنية هذا الرجل.. إن معارك سيناء ومواجهة الإرهاب في ربوع مصر وخلع نظام سياسي فاسد وآخر مستبد كل هذه الأشياء معارك عسكرية حقيقية وبطولات سوف ندرك يومًا قيمتها وأهميتها.. نقلا عن جريدة الأهرام