دعت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) إلى توفير 77 مليون دولار لتمويل عمليات الأمن الغذائي وموارد المعيشة للسكان المتضررين في جنوب السودان بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية الرئيسية ونفاد الإمدادات الأساسية. وحذرت المنظمة في بيان لها الأربعاء من أزمة غذائية كبرى في جنوب السودان، حيث يواجه نحو 3.7 مليون شخص حاليا مستويات حادة أو حرجة من انعدام الأمن الغذائي. وذكرت أن وكالات الأممالمتحدة والمنظمات غير الحكومية عدلت خطة الاستجابة للأزمة، وتسعى في الوقت الراهن إلى حشد حوالي 1.27 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في النصف الأول من عام 2014. ويتعرض حوالي سبعة ملايين شخص للخطر بوجه عام بسبب المستويات المتفاوتة من انعدام الأمن الغذائي في جنوب السودان. وقالت الخبيرة سو لاوتسيه، رئيس مكتب منظمة "فاو" بالوكالة في جنوب السودان، إن"جنوب السودان كان مسرحا بالفعل لواحدة من أكبر عمليات المساعدة الإنسانية في العالم قبل بدء القتال، أما الآن فالوضع يتدهور بسرعة". وأضافت أن "الأسواق انهارت، وتضررت البنية التحتية، وفر التجار الأجانب هاربين، وتعطلت ممرات توريد السلع الأساسية بسبب العنف، وبات سكان الريف غير قادرين على نقل المحاصيل والماشية والأسماك إلى الأسواق لبيعها". وفر أكثر من 870 ألفا من سكان جنوب السودان من منازلهم خلال الأسابيع الستة المنصرمة بعد اندلاع القتال بولاية جوبا في "كانون أول" ديسمبر الماضي والذي سرعان أن انتشر في جميع أنحاء المناطق الشرقية والوسطى من البلاد. وحذر الخبير دومينك برجون، مدير شعبة الطوارئ وإعادة التأهيل لدى "الفاو"، عقب زيارة مؤخرا إلى جنوب السودان أن "فوات موسم الزراعة الرئيسي سيكون له آثار بالغة ستقوض إنتاج الأغذية وتوافرها في جنوب السودان عام 2014 وأيضا خلال عام 2015". وأضاف، "في الوقت الراهن، تعطلت ممرات الإمدادات أو انسدت تماما في مناطق عديدة من البلاد، بينما يقف المزارعون في أمس الحاجة إلى المساعدة العاجلة وصولا إلى المدخلات الزراعية الحيوية". كما يواجه الإنتاج الحيواني تهديدا من تفشي الأمراض الحيوانية المحتملة، مثل حمى الساحل الشرقي وطاعون المجترات الصغيرة، إذ تختلط القطعان غير المحصنة بالماشية المحصنة. وتفاقمت الحالة من جراء الانهيار الجزئي لسلسلة التبريد، لتخزين لقاحات التطعيم بسبب النهب وأنشطة العنف المستمرة.