أصدرت جمعية الصحافيين العاملين في مجلة «باري ماتش» الفرنسية، بياناً للاحتجاج على «ضغوط تمارسها وزيرة العدل» الجديدة رشيدة داتي لمنع نشر صور لها في صباها، رغم أن مصدر هذه الصور هو والدها. وجاء في البيان: «في سياق من عدم الأمان، حيث يجبر صحافيون على ترك العمل، اختارت الإدارة العامة للصحيفة التسليم للضغوط». وأوضح اوليفييه روايان مدير تحرير المجلة، أن رشيدة داتي أشعرته بأنها لا ترغب، ولا يرغب أشقاؤها وشقيقاتها، أن تنشر صورهم العائلية في تحقيق صحافي عنها. وأضاف: «بما أن لهذه الصور طابعاً شخصياً، ورغم أنها صور عادية من صور الطفولة، فقد قررنا احترام القانون» الذي يمنع التطفل على الحياة الشخصية للناس. يذكر أنها ليست المرة الأُولى التي تشتبك فيها هيئة تحرير «الباري ماتش» مع رجل الأعمال آرنو لاغاردير، صاحب النسبة الأكبر من أسهم المجموعة الإعلامية التي تصدر عنها المجلة. فقد سبق للرئيس نيكولا ساركوزي، عندما كان وزيراً للداخلية، أن مارس ضغوطاً ضد نشر صور لزوجته سيسيليا مع صديق لها. ولم يذعن رئيس التحرير، آنذاك، للطلب ونشر الصورة على الغلاف، مما أدى إلى فصله من عمله فيما بعد. كما تراجعت «الباري ماتش»، منتصف الشهر الماضي، عن نشر خبر يفيد بأن سيسيليا ساركوزي لم تدل بصوتها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي أوصلت زوجها إلى «الإليزيه». واعتبر المحررون ذلك التراجع بمثابة الرقابة المسبقة على عملهم، وخرقاً لمبدأ حرية الصحافة. من جهته، شرح مسؤول في مجموعة لاغاردير أن على حرية الصحافة احترام الناس. وقال إن «السيدة داتي لم تطلب سوى احترام حقها القانوني في صون حياتها الخاصة. وقد ارتأينا أن موافقة والدها على نشر الصور لا تكفي لأن الأمر يخص السيدة داتي وأشقاءها». ولم تقبل جمعية المحررين بهذا التبرير، وبينت أن القناة التلفزيونية المغربية «دوزيم» بثت في تقرير وثائقي عن داتي، عدداً من تلك الصور التي تبدو فيها الوزيرة المغربية الأصل، من جهة الأب، أمام إخوتها الأحد عشر في مرحلة الطفولة.