وسط الغياب الإسلامي والإنشغال العربي بالتوترات الداخلية لبلادهم يضع النشطاء اليهود نصب أعينهم جبل الهيكل المزعوم وجوده بالمكان الخاص بالمسجد الأقصى، ويتناوبون على إقتحام باحاته الشريفة، وهو الأمر الذي وصفته صحيفة "واشنطن بوست" بأنه يثير التأهب في العالم الإسلامي. ويطالب مجموعة صغيرة من النشطاء اليهود بحق الصلاة المزعوم في موقع معبدهم المدمر في قلب مدينة القدس القديمة، وهو ما يخلق صراعا قابلا للانفجار مع العالم الإسلامي الذي يعتبره بقعة مقدسة ويمنع اليهود من العبادة العامة فيه. وكان قد اقتحم 143 مستوطناً إسرائيلياً الثلاثاء المسجد الأقصى من باب المغاربة وجالوا فى ساحاته وسط حراسة أمنية مشددة، وذلك تزامناً مع دعوات يهودية بإدخال "شمعدان" للأقصى وإنارته بداخله، بحسب أحد حراس المسجد ومؤسسة أخرى تعني بشئون الأقصى. وتكررت الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى خلال الشهور القليلة الأخيرة، الأمر الذي ينذر بتوجه إسرائيلي لتنفيذ مخطط لتقسيم المسجد لصالح اليهود بزعم إقامته على هيكل سليمان، وهو ما يحاول الاحتلال حاليا أن يثبت وجوده اليومي في مسعى لتقسيمه. وكانت مؤسسة الأقصى قد كشفت عن مخطط لتقسيم زماني ومكاني للأقصى وإقامة كنيس يهودي على خمس مساحته، ويتضمن المخطط اقتراحات بتخصيص ساعات معينة لليهود لأداء صلوات فردية وجماعية بالأقصى، وتتم زيادة هذه الساعات بالأعياد اليهودية وتم تقديم الاقتراح إلى وزارة الأديان الإسرائيلية. كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية عن "أفيعاد فيسولي" رئيس منظمات جبل الهيكل قوله: "إننا نبحث عن تقسيمه بين اليهود والمسلمين، اليوم يدرك اليهود أن الحائط الغربى أي "حائط البراق" ليس كافيا، ويريدون الدخول إلى الشىء الحقيقى". ورأت "واشنطن بوست" أن أي ذكر لتغيير فى الوضع الحالى للموقع الخاص بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين يمثل بالنسبة للفلسطينيين وأغلبية العالم الإسلامي تحريضا شديدا، فقد كانت حماية الأقصى هى الصرخة التى ظلت تجمع أجيالا.