اتفقت 16 مدينة في مختلف أنحاء العالم على تنفيذ برنامج للحد من انبعاثات غازات الكربون بصورة كبيرة وتحويلها إلى مدن خضراء وصديقة للبيئة وذلك من خلال تجديد المباني الحكومية فيها باستخدام تكنولوجيا مناسبة. وتتولى إدارة البرنامج مؤسسة تابعة للرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، وبالاتفاق مع محافظي المدن الستة عشر، كجزء من برنامج استضافة قمة المناخ العالمية في نيويورك خلال الأسبوع الحالي. وقد التزمت عدة مؤسسات مصرفية عالمية بتوفير نحو مليار دولار من أجل برنامج المدن الخضراء، حيث ستخصص لتحديث وتجديد المباني التي تضم مجالس البلديات في هذه المدن، والتي تضم إلى جانب نيويورك، مدن شيكاغو وهيوستن وتورينتو ومكسيكو سيتي ولندن وبرلين وطوكيو. وستتضمن عملية "التجميل" لهذه المدن، تحديث أنظمة التدفئة والتكييف والإضاءة واستبدالها بأخرى أكثر اقتصاداً للطاقة، وإضافة سقوف بيضاء اللون أو عاكسة لأشعة الشمس، وتغيير النوافذ بأخرى حديثة تسمح لمرور مزيد من الضوء، ووضع أجهزة استشعار لضبط استخدام الضوء والمكيفات بصورة أفضل. ومن المقرر ان توفر عملية التجميل والتخضير ما بين 20 إلى 50 في المائة من الطاقة في المباني المعنية بالخطة، الأمر الذي يعني إجراء خفض كبير في انبعاثات غازات الكربون وكذلك توفير الأموال. والمدن الستة عشر التي ستبدأ بتنفيذ البرنامج العالمي هي: روما الإيطالية ودلهي الهندية وكراتشي الباكستانية وسيؤول الكورية الجنوبية وبانكوك التايلندية وملبورن الأسترالية وساو باولو البرازيلية وجوهانسبيرغ الجنوب أفريقية. ومن المتوقع أن تنضم مدن أخرى للبرنامج، وكذلك عدد من المؤسسات المالية المشاركة في عمليات التمويل، والتي تضم مجموعة سيتي غروب ودويتشة بنك وجي بي مورغان تشيس ويو بي أس أيه جي وإيه بي أن أمرو. يشار أن مدينة نيويوركالأمريكية تنتج وحدها حوالي واحد في المائة من إجمالي ما تنتجه الولاياتالمتحدة من انبعاثات غازات الدفيئة، وهي كمية تضعها في مصاف دول بأكملها، مثل إيرلندا والبرتغال. وجاء في دراسة أعدتها مدينة نيويورك أن المباني وقطارات الأنفاق والحافلات والسيارات وتحلل النفايات في أكبر المدن الأمريكية وأكثرها كثافة سكانية أنتجت وحدها 58.3 مليون طن متري من غازات الدفيئة في العام 2005.