كشفت تماثيل صغيرة عثر عليها في مستوطنة أوروبية قديمة أن اهتمام النساء بملابسهن يرجع إلى 7500 عام على الأقل. يقول علماء الآثار إن حفريات حديثة في الموقع خاصة بحضارة فينشا القديمة، وهي أكبر حضارة أوروبية فيما قبل التاريخ تشير إلى مدينة على درجة كبيرة من التطور وتذوق الفن والموضة. يقول الأثري يولكا كوزمانوفيتش - كفتكوفيتش "وجدنا اعتمادا على التماثيل الصغيرة نساء يرتدين ملابس جميلة مثل فتيات اليوم، ويضعن السوار حول معاصمهن." وعاشت القبيلة التي لم يعرف اسمها في الفترة من عام 4500 إلى 4700 قبل الميلاد على مساحة حوالي 120 فدانا، فيما يعرف الآن ببلدة بلوشنيك، وقد عرفت التجارة والحرف اليدوية والفن والتعدين، وقرب المستوطنة بئر حرارية ربما تكون دليلا على أقدم منتجع في أوروبا. يقول كوزمانوفيتش "كن يتهافتن على الجمال، وأنتجن 60 نوعا مختلفا من الأواني الفخارية والتماثيل الصغيرة لاستخدامها كديكور جمالي"وتلمح الاكتشافات لتوزيع متقدم للعمل والتنظيم. ووجدت في المنازل مواقد وحفر خاصة للقمامة، بينما دفن الموتى في مقابر صغيرة، وكان أفراد القبيلة ينامون على قطع الصوف والفراء، وملابسهم مصنوعة من الصوف والجلد والكتان، كما قاموا بتربية الحيوانات. وكانت القبيلة مولعة بالأطفال بشكل خاص، وشملت الحرف اليدوية لعبا للأطفال، وعثر على آنية فخارية صغيرة يبدو أن أطفالا صنعوها في أوقات فراغهم، نظرا لأنها تبدو غير متقنة الصنع. وازدهرت حضارة فينشا من عام 5500 إلى عام 4000 قبل الميلاد في مناطق تعرف الآن بالبوسنة وصربيا ورومانيا ومقدونيا. وأطلق عليها اسم حضارة فينشا نسبة للقرية التي تحمل نفس الاسم حاليا والتي تقع على نهر الدانوب على بعد عشرة كيلومترات من بلجراد، حيث كشفت حفريات في أوائل القرن العشرين عن آثار لثماني قرى ترجع للعصر الحجري الحديث.