منذ سنوات والعقلاء في مصر من الخبراء والساسة يطالبون الحكومات المتعاقبة بتوسيع خارطة العلاقات الخارجية بين مصر والعالم. لقد ضاقت هذه المساحة حتى أصبحت تدور في فلك واحد هو العلاقة مع أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي اسقطت مصر من قائمة علاقاتها دولا كبيرة مثل الصين وروسيا واليابان والهند واندونيسيا والبرازيل وكندا وفي الأحداث الأخيرة ظهرت مخاطر هذه السياسة حيث اتضح لنا ان أمريكا وأوروبا تجاوزوا كثيرا في فهم العلاقات مع مصر.. من هنا جاءت أهمية زيارة السيد نبيل فهمي وزير الخارجية لروسيا ومحاولة استعادة جسور قديمة كانت بيننا وبين الإتحاد السوفيتي في عصره الذهبي لا شك ان هذه الزيارة حركت اشياء كثيرة بين الدولتين فقد كانت العلاقات مع الإتحاد السوفيتي من أهم جوانب التعاون بين مصر والعالم الخارجي.. كان من ثمارها السد العالي ومصانع الحديد والصلب والصناعات الثقيلة وتسليح الجيش المصري في فترة من أصعب الفترات التي انتهت بتحرير سيناء ولم ينس الشعب المصري ان السلاح السوفيتي هو الذي انتصر به الجيش المصري في حرب أكتوبر.. كان الجفاء في العلاقات بين مصر وروسيا والذي وصل احيانا إلى درجة القطيعة أمرا لا مبرر له من هنا ينبغي ان تستعيد مصر علاقاتها مع دول اخرى مثل الصين والهند وهي دول تتصدر الآن المشهد الدولي اقتصاديا وسياسيا ولا يعقل ان تنحصر العلاقات بين مصر والعالم على أمريكا والإتحاد الأوروبي.. ان الصين هي التي تلعب دورا خطيرا الآن في مشروعات التنمية في دول حوض النيل وهي التي تشارك في إنشاء السدود على النيل في أكثر من دولة والهند تمارس دورا كبيرا الآن في دول الخليج العربي ابتداء بالعمالة وانتهاء بالأنشطة الاقتصادية المختلفة.. ومازلنا نحن حائرين بين واشنطن وباريس ولندن.. من هنا جاءت أهمية زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي الى روسيا.. انها تعيد جسورا قديمة وعلاقات تاريخية مع دولة كبيرة وفي مصر مؤسسات كثيرة ارتبطت بعلاقات قوية مع روسيا في الصناعة والإنتاج كما ان السياح الروس يحتلون مكانة خاصة في قائمة السياحة المصرية.. لا بديل أمام الإنفتاح على العالم.. كل العالم. نقلا عن جريدة الأهرام