الاقتحام الناجح الذي قامت به أول من أمس مدرعات ومروحيات الجيش والشرطة لقرية دلجا بمحافظة المنيا بسط هيبة الدولة من جديد علي بقعة كادت أن تنساها وصحح وضعا غير أخلاقي أو إنساني تعرض له أقباط مصر في تلك القرية خصوصا كما أسفر عن إلقاء القبض علي مجموعات من الإرهابيين والمتطرفين والأشقياء والبلطجية الذين أذاقوا أهالي تلك البلدة الرعب والإذلال. فما أن سيطر رجال الجيش والشرطة عليها حتي انفجروا في فرح عارم مستردين أنفاسهم.. ولكنني أستأذن الجميع بعد هذه المقدمة المفعمة بالفرح والإشادة لأبدي ملاحظة احتاج بشأنها إلي ايضاح وإفصاح . إذ تابعنا حكاية( دلجا) الاليمة والاجرامية منذ أسابيع غير متصورين أن يتحمل الناس كل إلزامات وفروض القهر التي تعرضوا فيها للجزية والتهجير ولكن حملة تحرير القرية لم تنطلق إلا بعد مطالبات صارخة متوسلة من القوي السياسية للرئيس المؤقت في قمة هرم الدولة الإداري قبل24 ساعة من بدء الهجوم فهل نحن إجرائيا محتاجون الي مخاطبة الرئيس المؤقت لانهاء كل حالة ارهاب أو اختطاف في إحدي بلدات مصر. بيقين لقد تأخرنا في تحرير( دلجا) وأنا أول من يقر ويعترف بحجم المجهود الكبير والتضحيات الرائعة من الجيش والشرطة في كل مكان لكن هذه البقعة الجغرافية والسكانية بالذات, وما يحوطها في بني مزار ودير مواس لها بعد طائفي وأي تأخر في انهاء ازمتها كان يفاقم الوضع ويعقده.. أينعم هناك اعتبارات فنية لعمليات الفض والتحرير وتحقيق السيطرة ولكن هناك أيضا اعتبارات ومواءمات سياسية ينبغي وضعها في الاعتبار. وربما أحتاج لإضافة سطر عن( كرداسة) إلي هذا النص فهل سنكابد مزيدا من الانتظار لتحرير كرداسة كذلك؟.. وهل إذا لم يقم بعض الأقطاب السياسيين بمخاطبة الرئيس المؤقت في الأمر سيصبح من الصعب العسير علينا استعادة تلك الكرداسة؟! نقلا عن صحيفة الاهرام