اتفق قادة مجموعة الدول العشرين الكبرى على إعطاء الأولوية لخلق الوظائف الجديدة في بلادهم مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاربة التهرب الضريبي. وقال القادة في بيان خلال قمة المجموعة في مدينة سان بطرسبرج الروسية الجمعة إنهم "سيتخذون خطوات حاسمة للعودة إلى مسار النمو الاقتصادي المستدام والقوي والمتوازن ووفير الوظائف". وأوضحوا "مازلنا متحدين في إصرارنا على تشجيع النمو الشامل وتوفير المزيد من الوظائف الجيدة .. فالبطالة أو العمل لجزء من الوقت في الكثير من الدول وبخاصة بين الشباب مازالت أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الاقتصاد العالمي وتمثل أولوية قصوى بالنسبة لمجموعة العشرين".وأشار القادة إلى الحاجة لتنسيق السياسات العامة لتعزيز سوق العمل واتفقوا على ابتكار خطط فردية في بلادهم لتحقيق معدلات توظيف مرتفعة. واتفقوا على خطة اقترحتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بهدف ضمان سداد الشركات متعددة الجنسية الضرائب في الدول التي تعمل فيها وليس في الملاذات الضريبية. كما لفت القادة على تبادل المعلومات بين الحكومات لاستهداف المتهربين من الضرائب مع هدف إقامة نظام دولي لمكافحة التهرب الضريبي بحلول 2015. من جانبها قالت إيما سيري المتحدثة باسم منظمة أوكسفام الخيرية الدولية إن مجموعة العشرين وجهت ضربة حاسمة إلى التهرب الضريبي من خلال التزامها بإقامة نظام ضريبي عالمي أكثر عدالة. ويمكن الآن ألا تكون هناك عودة إلى الوراء ولكن نحتاج من مجموعة العشرين إنجاز المهمة حتى تتساوى الدول الغنية والفقيرة في عدم الحرمان من الأموال التي تستحقها".وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تستضيف بلاده القمة قد دعا قادة المجموعة إلى تأمين مصادر جديدة للنمو الاقتصادي مع زيادة الوظائف في بلادهم. وأضاف في ثاني أيام القمة التي عقدت في قصر قسطنطين "من خلال التنمية فقط يمكن تفادي تكرار الأزمات وضمان اقتصاد مستقر على المدى الطويل".وأشار إلى أن مستويات معدل البطالة في دول مجموعة العشرين مازالت أعلى منها قبل الأزمة المالية العالمية في 2008 وبخاصة البطالة بين الشباب.في الوقت نفسه فإنه بعد خمس سنوات من بداية الأزمة المالية مازالت مجموعة العشرين لم تنفذ تعهداتها بتنظيم ما تسمى البنوك الموازية مثل صناديق التحوط الاستثمارية التي تقدم خدمات تشبه خدمات البنوك التقليدية لكنها لا تخضع لنفس القواعد والأنظمة.وهذه أول مرة لا تعقد فيها مجموعة العشرين اجتماعها في ظل سيطرة قضايا أسواق المال المضطربة عليها.في الوقت نفسه فإن استضافة روسيا للقمة يجعلها أول دولة في تكتل "بريكس" ، الذي يضم روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب إفريقيا ، تستضيف قمة مجموعة العشرين.