أعلن مسؤول في الكونجرس الاميركي بعد مشاركته في اجتماع مع البيت الابيض حول الوضع في سوريا ان الرئيس باراك اوباما ما زال يقيم خياراته ولم يتوصل بعد الى قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية الى سوريا ، وقال النائب الديموقراطي اليوت انجيل، عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ان "فريق الامن القومي في الادارة الاميركية قال انه لا يزال يقيم خياراته ويواصل استشارة الكونجرس". واضاف ان مسؤولين كبارا في الادارة، بينهم وزيرا الخارجية جون كيري والدفاع تشاك هيجل، عرضوا خلال الاجتماع عناصر ادلة جمعتها الاستخبارات الاميركية حول الهجوم الكيميائي الذي تتهم واشنطن نظام الرئيس السوري بشار الاسد بشنه على غوطة دمشق في 21 الجاري، ومن المقرر ان تنشر الادارة الاميركية تقريرا عن هذا الهجوم خلال الايام المقبلة ، واضاف انجيل ان "البيت الابيض اكد انه لا يساوره اي شك في انه قد جرى استخدام اسلحة كيميائية وانها قد استخدمت عمدا من قبل نظام (الاسد)"، كذلك تحدث السناتور الجمهوري بوب كوركر عن "ادلة قوية على الاستخدام المتواصل للاسلحة الكيميائية من قبل نظام الاسد". من ناحيته أعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما سيحدد قراره بشأن الملف السوري "وفقا للمصالح الاميركية"، وذلك بعد رفض مجلس العموم البريطاني مذكرة تتيح للحكومة توجيه ضربة الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كيتلين هايدن "لقد شاهدنا نتيجة التصويت في البرلمان البريطاني الليلة"، مضيفة "كما قلنا سابقا، الرئيس اوباما سيبني قراره بناء على ما هو افضل لمصلحة الولاياتالمتحدة انه يعتقد ان هناك مصالح اساسية للولايات المتحدة على المحك وان الدول التي تنتهك المعايير الدولية المتعلقة بالاسلحة الكيميائية لا بد وان تحاسب". وكان البيت الابيض قد اعلن فى وقت سابق الخميس ان الرئيس باراك اوباما يحتفظ بحقه في ان يتحرك بشكل احادي ضد النظام السوري لمعاقبته على استخدامه اسلحة كيميائية، من دون الحاجة الى انتظار الاممالمتحدة او حلفائه مثل بريطانيا، وقال مساعد المتحدث باسم الرئاسة جوش ارنست ان اوباما، الذي تحدث الخميس عن "ضربة تأديبية" لا بد من توجيهها الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد، سيضع في مقدم اولوياته مصلحة الولاياتالمتحدة عندما سيتخذ قرار الرد على النظام السوري. واضاف ان "الرئيس عليه أولا ان يقدم حسابات الى الاميركيين الذين انتخبوه لحمايتهم والرئيس مقتنع بالكامل بان التحديات المتعلقة بهذا الوضع تشمل اجراءات ضرورية لحماية مصالحنا الحيوية بالامن القومي"، وتابع "نحن نحترم المسار المتبع في الاممالمتحدة (...) لقد اجرينا مشاورات من كثب مع حلفاء اعربوا عن وجهات نظر متضاربة". وفي نيويورك اعلن متحدث باسم الاممالمتحدة الخميس ان المفتشين الامميين جمعوا "كمية" من العناصر تتصل بالهجوم الكيميائي الذي خلف مئات القتلى في سوريا في 21 اغسطس وسيقدمون "تقريرا شفويا" الى الامين العام بان كي مون فور عودتهم. ولكن المتحدث باسم البيت الابيض اوضح ان تقرير المفتشين لن يغير كثيرا في موقف الرئيس اوباما ، وقال "ولكن هؤلاء المفتشين التابعين للامم المتحدة مهمتهم ليست تحديد من هو المسؤول عن استخدام هذه الاسلحة بل فقط تقييم ما اذا كانت هذه الاسلحة قد استخدمت ام لا". من جهتها قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف ان المشاورات الدولية الجارية حول سوريا هي "بالغة الاهمية" ولكنها حذرت في الوقت نفسه من "اننا نتخذ قراراتنا تبعا لجدول زمني خاص بنا" ، واضافت ان "استخدام اسلحة كيميائية من قبل النظام السوري ضد شعبه يمثل وضعا يهدد مصالح الامن القومي الاميركية. من مصلحتنا (...) ان لا يبقى هذا الاستخدام من دون رد".