تظاهر الثلاثاء مئات من أنصار ومعارضي حركة النهضة الإسلامية الحاكمة - الذين طالبوا باستقالة الحكومة الإسلامية - وسط العاصمة تونس لإحياء "عيد المرأة" التونسية، فيما دعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية ,فيما يستمر الخلاف بين الحكومة التي يقودها حزب النهضة الإسلامي والمعارضين لها وذلك بعد اغتيال المعارض السياسي محمد البراهمي في الخامس والعشرين من شهر يوليو الماضي في ثاني عملية اغتيال من نوعها هذا العام بعد اغتيال المعارض اليسارى شكرى بلعيد فى شهر فبراير الماضى. وتتهم المعارضة السلفيين المتشددين باغتيال المعارضين كما تتهم الحكومة بالإخفاق في الحد من جرائم الجهاديين الذين تزايد نفوذهم منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في العام 2011. من ناحيته، دعا الرئيس التونسى المنصف المرزوقي المجلس التأسيسي (البرلمان) الى استئناف عمله مقترحا تشكيل حكومة وحدة وطنية لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي فجرها اغتيال البراهيمي. وقال المرزوقي - في خطاب ألقاه خلال حفل "عيد المرأة" التونسية "لتكن هناك حكومة وحدة وطنية تمثل فيها كل الأطياف السياسية، وتشارك في صنع القرار وفي التأكد من أن الانتخابات المقبلة ستكون حرة ونزيهة مائة بالمائة ، وتعطى كل الضمانات لمن يريدونها". جاءت تصريحات المرزوقى بعد محادثات استمرت أكثر من أربع ساعات مساء أمس الإثنين بين زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي والأمين العام للاتحاد العام التونسي للتشغيل حسين العباسي لحل الأزمة التى انتهت بالإخفاق في التوصل الى أي نتائج ملموسة. غير أنه من المقرر إجراء المزيد من المحادثات في وقت لاحق من هذا الأسبوع. لكن المعارضة والإسلاميين على طرفي نقيض حيث أن المعارضين يدعون الى استقالة الحكومة وحل المجلس الوطني التأسيسي الذي لم يتوصل الى صياغة دستور بعد سنتين على انتخابه، في حين ترفض حركة النهضة الإسلامية هذه المطالب وتقترح توسيع الائتلاف الحكومي بإشراك حزبين علمانيين صغيرين وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في شهر ديسمبر المقبل.