تعمل أدمغة البشر بطريقة تجعلنا لا نرى الأشياء التي حولنا كاملة عند سماع الأصوات المركبة أو الاستمتاع بالموسيقى. وأظهرت فحوصات مسح دماغية لعشرين رجلا من غير الموسيقيين وعددا مماثلا لقادة فرق موسيقية تغيرا في نشاط أدمغتهم خلال عزف مقطوعات موسيقية، وتراجعا في مستوى التقاط أو متابعة أعين المجموعتين للأشياء الأخرى وإن بنسب متفاوتة. قال باحثون في مؤتمر Society for Neuroscience إنه خلال مهمات الاستماع الأكثر صعوبة تبين أن التغيرات التي طرأت على أدمغة قادة الفرق الموسيقية كانت أقل منها عند المجموعة غير الموسيقية. واستعان باحثون من المركز المعمداني الطبي في جامعة 'وايك فوريست' في نورث كارولاينا بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي من أجل قياس الوقت الذي تستغرقه التغيرات الفعلية في نشاط الدماغ من خلال معرفة كمية الدم المتدفقة إلى المناطق المختلفة منه. وكانت دراسات سابقة حددت الأماكن التي لها علاقة بالسمع والنظر في الدماغ. وطلب من المجموعتين اللتين شاركتا في التجربة وتراوحت أعمار أفرادهما ما بين 28 و40 عاما الاستماع إلى لحنين موسيقيين مختلفين تفصل بينهما ثوان لمعرفة أي اللحنين عزف أولا، وتعمد الباحثون جعل هذه المهمة أصعب بالنسبة إلى الموسيقيين المدربين لمعرفة الفرق بينهما. وتبين للعلماء أن الجزء المسؤول عن السمع في الدماغ ازداد مقابل انخفاض في الجزء الخاص بالبصر. وقال الدكتور دافيد برديتي الذي قاد فريق البحث لهيئة الإذاعة البريطانية 'الأمر يشبه إغلاقك لعينيك خلال الاستماع إلى الموسيقى'، مضيفا ' تخيل الفرق بين الاستماع إلى شخص يتحدث في غرفة هادئة وآخر في غرفة فيها ضجيج.. إنك لا ترى الكثير مما يحدث في الغرفة الثانية'. وأضاف 'إن هذه الدراسة أظهرت الفرق في 'تنظيم الدماغ' بين الموسيقيين وغير الموسيقيين، لافتا إلى أن 'أدمغة قادة الفرق الموسيقية مدوزنة أكثر لسماع الأنغام' مقارنة بغيرهم.